أبرز المواددولي

إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة مع دخول أولى المساعدات الإنسانية للقطاع

المناطق_متابعات

أعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت أنه يعتزم “تكثيف” ضرباته المستمرة منذ أسبوع على غزة ردا على هجوم حركة حماس، وذلك بعد ساعات من دخول أولى المساعدات الإنسانية من مصر إلى القطاع الفلسطيني حيث تشتد حاجة السكان إلى الغذاء والدواء.

وأفاد شهود عيان أن معبر رفح الحدودي، وهو المخرج الوحيد من قطاع غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، أعيد إغلاقه بعد مرور قافلة المساعدات المكونة من 20 شاحنة، وهو عدد غير كاف وفق الأمم المتحدة التي طالبت بمرور 100 شاحنة يوميا على الأقل لتلبية احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن “من الضروري إيصال المساعدة بكميات كبيرة”.

وخلال قمة دولية من أجل السلام عقدت في القاهرة، دعت مصر بدعم من الدول العربية المشاركة إلى “الوقف الفوري للحرب” من أجل “إنهاء هذا الكابوس المروع” لسكان غزة.

لكن في الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي الاستعداد لهجوم بري في غزة ويريد “تكثيف الضربات” على القطاع اعتبارا من السبت، حسب ما قال متحدث باسم الجيش.

وأضاف المتحدث “سنكثف الهجمات، وبناء عليه طلبت من سكان مدينة غزة أن يواصلوا انتقالهم إلى الجنوب لضمان سلامتهم”.

واستمر القصف الإسرائيلي على غزة بالتوازي مع إطلاق الفصائل الفلسطينية الصواريخ على إسرائيل.

“مساعدة حيوية”

نزح وفق الأمم المتحدة أكثر من مليون فلسطيني عن منازلهم في قطاع غزة، وباتوا في ظروف إنسانية كارثية.

ويخضع القطاع لحصار بري وجوي وبحري إسرائيلي منذ سيطرة حماس على غزة عام 2007، وفرضت إسرائيل منذ الهجوم الأخير “حصارا كاملا” على المنطقة الفقيرة والمكتظة التي تبلغ مساحتها 362 كيلومترا مربعا، وقطعت عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء.

في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون، وقضى أغلبهم في اليوم الأول لهجوم حماس في 7 أكتوبر، حسب السلطات الإسرائيلية.

وقُتل جراء القصف الانتقامي الإسرائيلي 4385 شخصا في قطاع غزة منهم 1756 طفلا و967 امرأة. إضافة الى 13561 جريحا، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وقتل 17 موظفاً على الأقل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس على ما أفاد مفوضها العام فيليب لازاريني السبت.

وقال في بيان “تأكد مقتل 17 من زملائنا حتى الآن في هذه الحرب الشرسة. للأسف سيكون العدد الفعلي أعلى على الأرجح”، موضحا أنّ بعضهم “قتلوا في منازلهم أثناء نومهم مع عائلاتهم”.

كما تحتجز حماس التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية، 210 رهائن بين إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وأفرجت الحركة الجمعة عن رهينتين هما امرأة أميركية وابنتها، جوديث وناتالي رعنان، بوساطة من قطر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية في مقابلة السبت مع “فيلت أم تسونتاغ” الألمانية إن الدوحة ترى أنه من الممكن إطلاق سراح رهائن آخرين “قريبا جدا” بفضل النقاشات الجارية.

من جانبها، جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط” عن جميع المحتجزين لدى حماس.

وشوهدت السبت 20 شاحنة تحمل شعار الهلال الأحمر المصري تعبر معبر رفح، قبل أن تدخل غزة، حاملة أطنانا من المساعدات.

وحض الرئيس الأميركي جو بايدن السبت جميع الأطراف المعنيين بالنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين والحرب بين حماس والدولة العبرية على إبقاء معبر رفح مفتوحا، وقال “إن المساعدات الإنسانية ضرورية بشكل حاسم وعاجل ويجب أن يستمر إيصالها”.

وكان الرئيس الأميركي الذي زار إسرائيل الأربعاء، قد أشار إلى أن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، استجابة لطلب المجتمع الدولي.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت لاحق أن “إسرائيل لن تمنع المساعدات الإنسانية من مصر طالما أنها تشمل الغذاء والماء والدواء للسكان المدنيين في جنوب قطاع غزة”.

وكانت إسرائيل أعلنت قبل ذلك أنها لن تسمح بدخول الضروريات الأساسية أو المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر أراضيها حتى تفرج حماس عن الرهائن.

“44 ألف قارورة مياه”

وأكد رئيس المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس سلامة معروف أن القافلة التي دخلت السبت محملة بالمياه والمعلبات والإمدادات الطبية، لكنها “لن تستطيع تغيير الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة”، موضحا أنه في العادة تمر حوالى 500 شاحنة إلى القطاع الفلسطيني يوميا.

وقالت الأمم المتحدة إنه تم إرسال أكثر من 44 ألف قارورة من مياه الشرب “تكفي 22 ألف شخص ليوم واحد فقط” إلى غزة.

وأكد برنامج الأغذية العالمي في بيان أن “هناك حاجة ماسة” لامدادات غذائية “طارئة”.

وشددت الأمم المتحدة خصوصا على ضرورة توصيل الوقود الحيوي للقطاع الفلسطيني.

وحذرت خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة السبت من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بات “كارثيا”، مؤكدة أن المستشفيات “تضيق” بالجرحى وأن الأطفال “يموتون بوتيرة مقلقة”.

وقالت الوكالات الخمس وبينها منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف في بيان إن “الوضع الإنساني في غزة كان بائسا قبل العمليات العسكرية الأخيرة. إنه اليوم كارثي”.

“نكبة ثانية”

دعت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية السبت إلى “الوقف الفوري للحرب على غزة” و”حلّ” للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ 75 عاما.

وقال الملك الأردني عبد الله الثاني مخاطبا القيادة الاسرائيلية إنه “لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها.. وأن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين”.

وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “لن نرحل .. لن نرحل وسنبقى صامدين في أرضنا”، بينما تعارض القاهرة وعمان دعوات إسرائيل لإجلاء سكان غزة إلى جنوب القطاع.

ورأى المسؤولون في طلب الإخلاء خطوة أولى نحو “التهجير القسري” نحو سيناء المصرية، وهو ما قد يقود بحسب عباس إلى “نكبة ثانية”.

وتخلي إسرائيل بلدات على حدودها الشمالية مع لبنان، في حين يتزايد تبادل القصف وإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله حليف حماس.

أعلن الجيش الإسرائيلي عن سلسلة من الحوادث السبت في شمال إسرائيل، من بينها إطلاق مقاتلي حزب الله صاروخا مضادا للدبابات باتجاه قرية برعام، ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين، جروح أحدهم خطيرة واثنان جروحهما طفيفة.

وأصيب عاملان تايلانديان في الجانب الاسرائيلي يعملان في الزراعة السبت، وذلك بسبب قصف بالقرب من منطقة مرغليوت على الحدود مع لبنان.

من جهته، أعلن حزب الله المدعوم في بيانات منفصلة أن ستة من عناصره قتلوا في جنوب لبنان. كما أعلنت حركة الجهاد الفلسطينية مقتل أحد عناصرها في جنوب لبنان.

وفي الضفة الغربية المحتلة، خلفت الصدامات قتيلا في الليل، ليرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر إلى 84 قتيلا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

في غضون ذلك، تظاهر عشرات الآلاف الجمعة في دول عربية وأجنبية تضامنا مع الفلسطينيين.

وتعتزم روسيا طلب عقد اجتماع آخر لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في غزة، وفق ما أعلن نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة السبت

زر الذهاب إلى الأعلى