أهم الاخبارأبرز الموادمحليات

إيران والتقارب مع المملكة.. هل هو هروب للأمام أم تغيير للمسار؟

المناطق-الرياض

تنقل وسائل الإعلام الإيرانية وغيرها بشكل يومي إشارات ورسائل عديدة يبعث بها النظام الإيراني، تبدو في مظهرها إيجابيا، وتحمل صيغة التصالح والتقارب مع دول الجوار ومحيط إيران الإقليمي.

وسواء كان توجها سياسيا تصالحيا أو مناورة، لا يمكن فصل المزاج السياسي للنظام الإيراني حاليا عن الأزمة العميقة التي تعيشها في ظل استمرار موجة جديدة ليست الأولى من احتجاجات شعبية واسعة يقابلها “عنف مفرط” من جانب السلطات ما ولد موجة غضب عالمي ضد النظام الإيراني ترجمته ضربات متتالية في شكل عقوبات أوروبية وأمريكية.

وليست الاحتجاجات وما تبعها من عدم استقرار داخلي وغضب خارجي الأزمة الوحيدة التي تعيشها إيران، لكنها ضمن سلسلة أزمات على رأسها تعثر مفاوضات التوصل لاتفاق نووي جديد بدرجة تصل إلى “الفشل” أو ربما استبعاد التوصل لاتفاق في المدى القريب.

الأزمات التي يعيشها النظام الإيراني تدفع المتابع للتساؤل بشأن دافع النظام الإيراني من وراء إصراره على تصدير فكرة التقارب مع محيطه الإقليمي خاصة المملكة ومصر والسعودية والتي تبدو إلى حد كبير رسائل من جانب واحد.

بعض المراقبين يرون هذه المحاولات مساعي للهروب من الأزمة بثوب التصالح والتقارب الذي وصل حد الإعلان عن قرب إعادة افتتاح سفارتي إيران في الرياض والقاهرة.

ما يثير التعجب أن النظام الذي يتأرجح بين الثورة والدولة، لديه حالة ازدواج دائمة في الخطاب، وهناك وجهتا نظر في كل حدث، بينما يمارس وزير الخارجية الإيراني دور الدولة في طرق أبواب دول الجوار لتحسين العلاقات، يركل الحرس الثوري هذا الباب بتصريحات متناقضة تهاجم المملكة ودول المنطقة.

لكن من الأسباب المحتملة التي تدفع النظام الإيراني لتحسين علاقاته مع دول المنطقة، اضطراره إلى الانكفاء على الداخل عقب الانفجار الشعبي الهائل، بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

والسبب الأخر يتمحور في تحول معسكر حلفاء إيران دوليا، مثل روسيا المتورطة في صراع عسكري طويل الأمد، والصين التي قررت ألا تضع كامل أوراقها في السلة الإيرانية، وتبدأ في تفهم المخاوف العربية من أنشطة إيران الإقليمية، يدفع النظام للبحث عن علاقات جيدة في الإقليم.

ومن هذه الأسباب حالة التوتر غير المسبوقة بين إيران والدول الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، إثر الأنشطة الغامضة في الملف النووي، وانتهاك حقوق الإنسان في الداخل الإيراني.

من جانب آخر يرى مراقبين أن إيران ترى أن الضغوط الدولية من ألمانيا والصين وفرنسا، بالإضافة لتقلص تعاونها مع روسيا في ملف أوكرانيا، وتراجع دورها الإقليمي، أجبرت للاتجاه إلى طاولة مفاوضات مع المملكة بهدف التوصل إلى اتفاق معين يمكنها من أن تتقاسم النفوذ، وتقلص من تراجع نفوذها في الإقليم.

حيث أشار المراقبين إلى أن النفوذ الإيراني في العراق ولبنان يتراجع في المقابل يزداد النفوذ السعودي هو ما أجبرها على البحث عن هذا التقارب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى