منطقة الباحةواحة المناطق

ارتقوا بطرحكم وكونوا مهنيين في عملكم ولا تصنعوا من “الحبّه قبّه”

 

 

زارت الدكتورة أسماء الزهراني عضو مجلس الشورى منطقة الباحة لحضور فعالية اليوم العالمي للتوحد، حيث كان الهدف الأول من الزيارة تلمس احتياج أُسر التوحد والاستماع لمعاناتهم، إلا أنه بعد مغادرة عضو الشورى والانتهاء من زيارتها يأتي تعقيب في صحف كثيرة عن الزيارة وتفردها بخبر عن قيادة المرأة للسيارة في حديث عرضي ذكرته أثناء كلامها.
للأسف ترك إعلاميو الباحة الهدف الرئيس والموضوع الأساسي من مجيئها للمنطقة، حيث أصبح موضوع القيادة “ترف” هو الأهم والذي تصدر عناوين جميع الصحف والحسابات حتى شاشات التلفاز، وأصبح حديث القاصي والداني، وتم طمس حقيقة الزيارة، وتهميش العمل الذي أتت إلى المنطقة لأجله.

لم يكن هناك مراعاة لمشاعر الأُسر وخاصةً الأمهات اللواتي كن في انتظارها على مدى شهر كامل، وهن في شوق لمقابلة عضو الشورى والتحدث معها.

الكثير والكثير لا يعلمون بمعاناة الأمهات ومجيئهن من أماكن بعيدة رغم الظروف الصحية الصعبة للأغلبية، خاصةً المعاناة مع طفل توحدي لا يكل ولا يمل من الذهاب والمجيء يمنةً ويسرة، طلوعاً ونزولاً، عجزه وارتباكه وخوفه من الناس والتجمعات وأشياء كثيرة لا مجال لذكرها هنا، ولكن وبإيجاز أقول أن الأمهات تحملن عناء الحضور مع أطفالهن في مكان مكتظ بأعداد كبيرة من الناس لحرصها على التواجد والاستفادة وأهمية ذلك بالنسبة لها، ويأتي من يكتب أسطر موجزة عن الفعالية نهاية الخبر الصحفي المثير الذي كُتب أصلاً عن قيادة المرأة للسيارة.

قد يقول البعض هذا سبق صحفي وخبر حصري ومن حق أي أحد الكتابة عنه، إلا أنني أقول هناك أولويات نعمل عليها، فمن الأولى ذكر الأهم فالمهم وعدم الخوض في حديث جميعنا نعرفه ليس بوليد اللحظة، أو جديد سوى أنه أحدث ضجة إعلامية لا تُقدم ولا تُؤخر.

همسة أمل: كُن نِسمة لا تُؤذي ولا تضر.

 

 

*كاتبة سعودية

زر الذهاب إلى الأعلى