الاقتصاد

الاقتصاد الرقمي في السعودية.. بوابة المستقبل للفرص المتنوعة

المناطق_الرياض

عززت السعودية في تفعيل دور التكنولوجيا والتقنيات الحديثة من أجل تطوير الاقتصاد الرقمي والذي يعتبر بوابة المستقبل للفرص المتنوعة التي تخدم المواطنين وتسهل في التنوع الاقتصادي

تعطي المملكة العربية السعودية الكثير من الاهتمام للاقتصاد الرقمي، وترى أنه بوابة المستقبل للفرص المتنوعة التي تخدم العديد من المجالات. تطوير الاقتصاد الرقمي يأتي ضمن رؤية المملكة للتطوير والتنويع الاقتصادي، وينبع من رؤية ثاقبة لمستقبل العالم الذي يعتمد على التكنولوجيا.

فلقد أشار البنك الدولي حول رؤيته لمستقبل الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير صدر العام الماضي، وأكد على أن اعتماد التقنيات الرقمية الجديدة في هذه المنطقة من شأنه أن يحقق العديد من المنافع الهائلة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتي تُقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات سنويًا، وسيساهم في توفير مئات من آلاف فرص العمل للشباب في هذه المنطقة.

أزمة عالمية وبداية التحول الرقمي

 

جاء تقرير البنك الدولي في أعقاب انفراج أزمة تفشي فيروس كورونا التي عانى منها العالم أجمع، والتي وضعت العالم العربي وخاصة السعودية أمام ضرورة التطويل الرقمي والتنوع الاقتصادي مواجهة الأزمات المماثلة في المستقبل. فالدول التي كانت تتمتع ببنية تحتية رقمية جاهزة هي التي اجتازت المحنة بأقل الأضرار، بل حققت هذه الدول قفزة كبيرة نحو تعزيز ركائز التحول الرقمي في أجهزة ومؤسسات الحكومة وفي حياة المواطنين.

فخلال تلك الفترة، توقفت سلاسل الامداد بين الدول، بل تقلصت حكة الأفراد داخل المدن وتأثرت المؤسسات التعليمية حيث أعلنت الكثير من الدول عن تعليق الدراسة أثناء تفشي فيروس كورونا المستجد. القطاع التعليمي كان من أكثر القطاعات التي برزت التقدم الرقمي الذي تحظى به دول المنطقة العربية. فالدولة التي لديها بنية تحتية جيدة استطاعت تعزيز التعلم الإلكتروني عن بعد وتوفير الدراسة للطلاب داخل منازلهم مع الحفاظ عليهم بصحة جيدة.

من هنا، وضعت الدول العربية، وبشكل خاص المملكة العربية السعودية، هدف هام ضمن أولويات رؤية التقدم والتطوير وهو التحول الرقمي. فكما نتعلم من الأزمات والمشكلات التي نواجهها في حياتنا ونكتسب خبرات في مواجهة هذه المشاكل والمصاعب، تعلمت الدول العربية درسًا هامًا من أزمة كورونا وهو ضرورة إحراز تقدم كبير وملموس في قطاع التحول والاقتصاد الرقمي.

المملكة العربية السعودية كانت على قدر كبير من الجاهزية والاستعداد لمواجهة أزمة كورونا، حيث أنها أخذت في تدعيم ركائز التحول الرقمي منذ سنوات عديدة، وبفضل هذا كانت على استعداد لمواجهة الأزمة والعبور منها بأقل الخسائر. ليس ذلك فقط، بل انتهزت الفرصة لكي تعزز من دول تركيز الرقمنة بشكل أكبر في المؤسسات الخاصة وحياة المواطنين.

الاقتصاد الرقمي في السعودية بوابة المستقبل

 

تضع المملكة السعودية التنوع الاقتصادي نصب أعينها منذ سنوات عديدة، وتتخذ من التحول الرقمي الوسيلة المناسبة والفعّالة لتحقيق ذلك. فشرعت في وضع بنية تحتية متطورة تدعم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وأخذت في ضخ الاستثمارات الضخمة في هذا المجال من أجل تطويع التكنولوجيا لخدمة الاقتصاد وهو ما جنت ثماره بشكل واضح في فترة الأزمة السابقة.

جذبت المملكة كبار الشركات العالمية ومهدت لها الطريق لافتتاح مقرات لها لتقديم خدماتها للمواطنين في السعودية وللمواطنين في دول المنطقة العربية والآسيوية، وخلق تنافس كبير في المنتجات والخدمات يصب في مصلحة المستهلك والاقتصاد المحلي السعودي.

تتضح تلك الجهود الكبيرة أيضًا في حياة المواطنين من جميع الجوانب بدءًا من الحصول على الخدمات الحكومية ووصولًا إلى الترفيه. فخدمات الإنترنت متاحة لجميع المواطنين الذين يمتلكون هواتف ذكية يستخدمونها للحصول على الخدمات المختلفة والترفيه عبر الإنترنت.

وضعت السعودية أيضًا استثمارات ضخمة في سوق الألعاب الإلكترونية والذي يعتبر أحد مجالات الاقتصاد الرقمية القوية التي تحظى بمستقبل مبهر وتتطلع السعودية إلى بسط ريادتها في هذا المجال. هذه الألعاب أصبحت متاحة لجميع المواطنين عبر الإنترنت من خلال منصات الألعاب المختلفة. توفر هذه المنصات ألعاب فورية متنوعة تحاكي الواقع تمامًا بفضل التكنولوجيا الحديقة. يمكن للمواطنين مثلًا الوصول إلى ألعاب روليت مباشر وغيرها الكثير من الألعاب الحية والتي تضعك أمام موزع حقيقي ولاعبين حقيقيين عبر بث حي في الوقت الفعلي. من المميز في هذه الألعاب هو أنك تربح عوائد نقدية حقيقية عند الفوز بها، كما أن المواقع التي تقدمها تتضمن خدمات متكاملة تسهل على المستخدم الوصول لخدمات دعم فني وتعاملات مالية سهلة وسريعة.

أحد مجالات الاقتصاد الرقمي الأخرى التي تنعم باهتمام كبير في المملكة العربية السعودية هو تعزيز الصناعة الرقمية في السعودية، دعم التجارة الإلكترونية، تطوير الصناعة الرقمية، تأسيس حكومة رقمية متكاملة، توطيد التكنولوجيا الحديثة ووسائل التعلم الفعّال في القطاع التعليمي وغيرها من المجالات الأخرى، وتعمل المملكة أيضًا على تطوير الموارد البشرية وإعداد كوادر من العناصر العالمة التي تستطيع أن تقود مستقبل الاقتصاد الرقمي وتذهب به إلى الأمام.

ستتحول الجهود المبذولة من جانب المملكة إلى واقع حقيقي بدأت المملكة جني ثماره في الوقت الحالي حيث أنه يتم تصنيف اقتصاد السعودية كواحد من أقوى الاقتصادات في العالم، وسيكون للاقتصاد الرقمي دورًا كبيرًا نحو سير اقتصاد السعودية نحو المراكز الأولى في الترتيب.

سيمثل الاقتصاد الرقمي أيضًا الكثير من الفرص الواعدة أمام الكثير من المجالات، ويمكننا اعتباره بوابة المستقبل. فمع جذب المزيد من المستثمرين، إنشاء وتشييد العديد من الشركات المحلية والدولية وتعزيز العنصر البشري وخلق كوادر مؤهلة للعمل في مختلف مجالات التحول الرقمي، سيكون هناك آلاف وآلاف من الفرص الحقيقية أمام المواطنين وأمام الاقتصاد المحلي.

سيحصل الشباب في المملكة الذي يتمتع بالمهارة والخبرة المطلوبة للعمل في مجالات التحول الرقمي المختلفة على فرص عمل مميزة، وسيجذب السوق المواهب في الدول العربية الأخرى. فالاقتصاد الرقمي سيخلق فرص عمل مميزة يهتم بها الشباب الحالي.

كانت التجربة السعودية ناجحة جدًا، وهي نموذج عالمي يُحتذى به استطاع المرور من أزمة صحية عالمية بأقل الخسائر، وحوّل المشكلة إلى فرصة حقيقية تدعم أهداف الوطن الاستراتيجية حيث عزز من التقدم الرقمي وفعّل دوره في خلق وتكوين اقتصاد رقمي كبير ومتكامل في السعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى