أبرز الموادالمناطقمنطقة عسير

“الشركة” و ” تبادل الإفطار ” عادات رمضانية في عسير

المناطق_واس

إعداد: سعيد ال جندب  تصوير: سعيد الشهراني فيديو: أحمد آل عواض

تقاليد خالدة، وعادات مازالت تضفي رونقها على أيام وليالي شهر رمضان المبارك، فمنذ رؤية هلال الشهر الكريم، يبدأ الأقارب في تبادل الزيارات والتهاني بحلول شهر رمضان في سمة وأساليب توارثتها الأجيال منذ القدم ولازالت مستمرة حتى يومنا الحاضر.

ويشير مالك قرية بن حمسان التراثية ظافر بن حمسان أن استقبال رمضان قديمًا كان روحانيًا بتهيئة المساجد للصلاة وتعاون المقتدرين على توفير ” الشركة” وهي عجل سمين يذبح ويوزع بينهم ويوضع نصيب للمحتاجين فيحفظ مملحًا ويعد منه للإفطار مع حسائه، مع تزويد البيوت بأرطال من البر والشعير والذرة التي تتكون منها مائدتي الإفطار والسحور مع القهوة وحبات التمر، وبعضًا من السمن والعسل حيث يُخزن ويُوفر منها لأيام رمضان التي تزدان موائد إفطارها ببعض الضيوف بين حين وحين، موضحًا أن طبيعة المنطقة وفرت خيارات متنوعة من المنتجات كالبطاطس والعدس و خبز البر وحليب الأبقار والأغنام وزبدها وسمنها التي تقدم ضمن مائدة الإفطار في رمضان، ويعد لغير الصائم خبز الذرة والشعير.

ويؤكد بن حمسان أن الأيام الرمضانية لا تختلف عن غيرها فيقوم الرجال منذ الصباح الباكر لرعي مواشيهم، والعمل في راضيهم، ومتابعه مزارعهم، ويتفرغ من يقرأ منهم لتلاوة القرآن الكريم قبيل المغرب، ثم يحيون لياليهم بصلاة التراويح والتوجه إلى النوم مبكرًا، ومع وقت السحور تهيئ ربة المنزل الخبز وماتوفر من حليب وقهوة لتناولها، مشيرًا إلى أن المطبخ في القديم لم يكن يشتمل على كثير من التجهيزات فلا يضم إلا عدداً بسيطاً من الأواني من قدور فخارية، و”موافي” للخبز، وبعض من صحون التقديم، وقبل أكثر من 120 سنة دخلت الأواني النحاسية فساعدت على سرعة إعداد الطعام .

ويحكي المواطن محمد عبدالله عسيري أن تبادل الأطباق المنزلية عادة رمضانية في قرى عسير حيث تتحرك مراسيل الموصلين بين المنازل قبيل ساعة الإفطار فخبز أو لبن أو حتى حبات من التمر، ومع غروب الشمس كان أهل القرية يجتمعون في مسجد لسماع صوت مدفع الإفطار من أبها والذي بقي لسنوات طويلة سمة للشهر الفضيل.

واستعرض الأديب أحمد عسيري تاريخ الألعاب الشعبية القديمة التي كان يستمتع بها الإنسان في تلك الفترة وأصبحت سمة للشهر الكريم في تلك الأيام، مضيفاً أن رمضان في القرية يختلف جذريًا بروحانياته وجمالياته الموجودة في المدينة بنوعية الألعاب الشعبية التي تؤدى ليلاً ونهاراً مثل لعبة “المساراة” التي كانت تؤدى في الليل.

ويشاركه الكاتب علي مغاوي أن الألعاب تختلف حسب الجنس فهناك لعبة ” النصعة” للرجال التي يقوم فيها المتبارون بتحديدهدف يضرب على مسافة محددة، فيما يلعب الإناث ألعاب حركية راقصة مثل ” ياقدح مسلسل وبيت أبي ينقش” حيث يتبادلن الفتيات اللعب في حركة منسقة ورقص ماتع.

وجدد المتحدثون التأكيد على أن الوقت الحاضر يعيش السعوديون رغد عيش وحياة آمنة مستقرة وتوفر كافة سبل العيش وتنوع وتعدد أصناف السفرة، جعلت من السفرة الرمضانية عامرة بالخيرات من مخبوزات، واللحوم، والحلويات، وأنواع من المشروبات، مع توفر وسائل الراحة والتسلية التي مدت السهر لبعد صلاة الفجر.

زر الذهاب إلى الأعلى