أبرز الموادمنوعات

العدوى.. وأسباب اختلاف تأثر الأشخاص بـ«كوفيد-19»

يختلف تأثر الأشخاص بالعدوى المرضية، إذ يصاب بعضهم بأعراض تتفاوت شدتها عليهم، بينما البعض الآخر لا يتأثر إلا بشكل بسيط لا يذكر، فهل يقاس هذا التأثر بناء على قوة المناعة لدى هؤلاء الأشخاص أم أن هناك أسبابا وراء هذا الاختلاف؟.

 

أوضح العلماء سبب تعرضنا للعدوى ولحالات مختلفة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والسكري والشيخوخة وحتى مرض «كوفيد» طويل الأمد، وهو وجود الأجسام المضادة الذاتية والمعروفة أيضا باسم «المارقة»، وهي خلايا مناعية ولكن بدلا عن الدفاع عن الجسم ضد العدوى فإنها تهاجم الجسم نفسه من أنسجة وأعضاء حيوية، حيث تخطئ باعتبار جزء من الجسم غريبا، فتهاجمه فيسبب هذا الهجوم مرضا على الجسم نفسه، وتعد هذه العملية مسؤولة عن عدة أمراض مناعية ذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

 

ولهذا يهتم علماء المناعة بالدور الذي تلعبه الأجسام المضادة الذاتية مع «كوفيد-19»، فالمرضى الذين تم علاجهم بالمستشفيات لديهم مستوى أعلى من الأجسام المضادة مقارنة بالمرضى غير المصابين، ويقدر العلماء أن الأجسام المضادة الذاتية يمكن أن تمثل نحو خمس وفيات «كوفيد-19».

 

كما وُجِدَ أن الأجسام المضادة الذاتية تؤدي إلى تفاقم العدوى، وذلك عن طريق منع نشاط الجزيئات التي تساعد في مكافحة الالتهابات الفايروسية، ويعتقد العلماء أن المستويات المنخفضة من الأجسام المضادة الذاتية يمكن أن تساعد في تفسير سبب عدم إصابة بعض الأشخاص بأعراض «كوفيد» مختلفة الشدة من شخص لآخر.

 

كما حددت دراسات حديثة مجموعة من الأجسام المضادة الذاتية في دماء المرضى المصابين بـ«كوفيد-19» الحاد، التي تسبب ضررا بطرق مختلفة، وذلك من خلال مهاجمة البروتينات التي تساعد في السيطرة على تخثر الدم، كما يمكن اكتشاف الأجسام المضادة الذاتية في اختبارات الدم، وتوضح هذه الاختبارات الأشخاص ذوي المستويات المرتفعة من هذه الأجسام المضادة واحتمال حاجتهم للعلاج الوقائي أو المصابين الذين يحتاجون لعلاج مبكر شديد.ومع وجود فايروس «كوفيد» تم تسليط ضوء أكبر على الأجسام المضادة الذاتية، حيث كانت موضوعا للبحث المكثف من قبل انتشار الوباء وذلك بسبب المخاوف السائدة بارتفاع مصابي أمراض المناعة الذاتية.

زر الذهاب إلى الأعلى