أبرز المواديكتبون

العلا بين الأمس واليوم

بقلم: خيال السهلي

قبل ست سنوات مضت كنت في محافظة العلا بصحبة العائلة بغرض السياحة والتعرف على الآثار التي تحتضنها فلم تكن جاذبة، لعدم توفر الكثير من الخدمات، فأكتفينا بزيارة بعض الآثار التاريخية والتقاط الصور ومررنا بالأسواق القديمة وعدنا في ذات اليوم للمدينة المنورة في طريقنا للعاصمة الرياض.

وبالأمس عدت مع عائلتي إلى العلا، فأصابنا الذهول من التغيرات الجذرية التي شهدتها المحافظة عن الزيارة الأولى، فكأننا جئنا لمكان أخر غير الذي كنا فيه قبل سنوات، التطور المذهل في كل مكان، والخدمات السياحية من خدمات الإيواء كالفنادق والشقق الفندقية والشاليهات، إلى جانب الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية والرياضية لجميع أفراد العائلة، مما جعلنا نعيش سحر العُلا بطبيعتها الخلابة وتراثها العريق.

وبعد التطور الكبير الذي شهدته العُلا في السنوات الخمس الأخيرة تحول هذا الوادي في فترة وجيزة إلى وجهة عالمية للتراث، يستقطب السياح من جميع انحاء العالم بفضل العمل الكبير والجهود المتواصلة من الهيئة الملكية لمحافظة العلا بعد تدشين سمو سيدي ولي العهد لـ”رؤية العلا”.

وكان وقت زيارتنا متزامن مع العديد من الفعاليات والمهرجانات المعلنة مسبقاً على موقع الهيئة الالكتروني، فعشنا أجواء شتاء طنطورة، وما يضمه من أجواء رائعة ما بين الحفلات الموسيقية، والنشاطات الثقافية والتراثية، فأدهشتني العروض الخاصة بطريق البخور والحبكة الفنية، حيث كنت على عربة تجرها الخيول استكشفت النكهات والعطور الفواحة والعروض البصرية، والسوق القديم الذي شهد تطوراً ملفتاً، وبات فرصة أخرى للنساء والرجال لعرض أعمالهم اليدوية والاكلات الشعبية.

كمل لفت انتباهي تواجد العديد من السياح الأجانب والعرب والخليجيين، للاستمتاع بتلك الأجواء الرائعة، ولسان حالهم يقول كما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل، رداً على ترحيب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اثناء استقباله له في العلا، “شكراً لأنك أحضرتني إلى هنا”.

وختاماً لا أنسى أن أشيد بالعمل الكبير بالهيئة الملكية لمحافظة العلا واستحضار التأريخ في قالب حضاري رائع، وعمل متكامل يلبّي احتياجات ورغبات جميع السياح على اختلاف فئاتهم وأعمارهم، إلى جانب خلق الفرص الوظيفية للشباب والشابات، حيث نرى تواجدهم في كل مكان بابتسامتهم العريضة وروحهم المرحة التي تعكس الكرم السعودي، ومدى احترافيتهم في العمل الموكل إليهم.

*كاتب سعودي

زر الذهاب إلى الأعلى