يكتبون

المملكة والتحولات السياسية

يقول توماس هوبز :” إن للبشر صورة قاتمة عندما لا تحكمها سلطة مركزية”.

مسؤوليات الحكم ثقيلة على كاهل الحاكم فهي مهمة سامية ترتكز على قواعد العدالة والنظام القضائي والأخلاق والدين والعلاقة مع المجتمعات الأخرى، بالإضافة لتوفير ضمانات إجتماعية تمكن المواطنين من خلق أمنهم الإجتماعي.

إن عملية اتخاذ القرار السياسي تتأثر بعدة عوامل أهمها التنسيق الداخلي والمتغيرات الدولية وادرك الامير محمد بن سلمان منذ اليوم الأول لتوليه سلطة ولاية العهد ان عليه واجب القيام بإصلاح ماتصدع في البني الإجتماعية والإقتصادية والسياسية بسبب الممارسات الخاطئة “للصحوة” وقد واجه صعوبات كثيرة لكنها لم تفت في عضده أو تحد من عزيمته.

تعد الملكة العربية السعودية من الدول المحورية في المنطقة والمجتمع الدولي لما تملكه من ثقل سياسي وإقتصادي وإن كانت الصورة الإقليمية في فترة الثمانينيات صورة براقة فإنها لم تعد كذلك في الوقت الراهن فقد ظهرت الأزمات السياسية والاقتصادية وانتشار الأوبئة ، التي حتمت توفير الحماية للناس من النزاعات وتوفير الأمن لهم.

نفوذ المملكة العربية السعودية معرض للإختبار بسبب التحولات السياسية العالمية لكن الامير محمد بن سلمان أظهر قدرة عالية على الحفاظ على مكانة المملكة وبدا ان حزماً مطلوباً لوضع صيغ مستقبلية جديدة تثبت أن المملكة دولة واقعية تتعامل على اساس المصالح ويكون الترابط مع الآخرين مبني على البعد المصلحي والحضاري وليس على وجدان الأوهام القديمة والثرثرة الإعلامية.

يُنظر إلى المملكة العربية السعودية على أنها أهم دولة في منطقة الشرق الأوسط، ليس من قبل دول المنطقة فحسب، بل من الدول الكبرى أيضاً؛ ويشكل ذلك تحدٍ كبير، لكن يمكن القول إنه النموذج الأكثر أهمية لمناقشة مستقبل الشرق الأوسط ما بعد الوباء.

*محلل وكاتب سياسي كويتي.

زر الذهاب إلى الأعلى