أبرز المواديكتبون

بين دغدغة العواطف وطرح المتكلسين

رضا العنزي*

‏السعوديون قوة عظمى ومؤثرة ومسيطرة؛ وفي شبكة “X” على سبيل المثال، يرفعون ويسقطون من شاؤوا، إذا توحدوا معه، أو ضده.

‏ولعزل السعوديين عن دعم موقف وطنهم بزخمهم المعروف تجاه الأحداث الراهنة التي صنعتها إسرائيل وأذنابها بهدف تهجير ملايين الفلسطينيين وسيادة إسرائيل على الشرق الأوسط ومزاحمة السعودية، يقوم الإعلام الإسرائيلي بالتالي:

دغدغة العواطف:
‏حيث يستخدمون معرفات باسم فلان أو فلانه، ثم يعيدون نشر الفيديوهات التي تتضمن إساءات “حماس” لنا، ثم يعيدون قصائدنا ضد ياسر عرفات أيام 1990م كقصيدة خلف بن هذال، ليثبتوا تخندقنا الغير مباشر معهم، ولحرمان وطننا من زخمنا معه فإنهم يستخدمون قصص وصور وفيديوهات وأشعار لأجدادنا، ويثنون على ثقافتنا (مؤقتاً) لنشعر أهم أقرب لنا من الفلسطيني الذي يظهرونه لنا وهو يلعننا الآن.

‏وفجأة استضافوا بعض البسطاء في قنواتهم ونشروا تغريدات ومقالات بعض التائهين في صحفهم.

‏كل هذا وغيره يقلل من اصطفافنا مع موقف وطننا إلا بريتويت واحد، وبكلمات بسيطة مغمورة بتغريدة تخدم أجندة إسرائيل بطريقة غير مباشرة.

طرح الديناصورات المتكلسة:
‏جبر عظمهم على طرحٍ أحادي المنظور، فعندهم العدو يبقى عدو مدى الحياة، والصديق يبقى صديق مدى الحياة، لايعرفون تغيير تخندقهم ولايطورون طرحهم(لازم يوجه لعنه لحماس في كل تغريدة ليثبت أنه ثابت على مبادئه).

‏ويغرد البعض بتغريدة مفتوحة على عدة احتمالات وإذا حدث منها شي مستقبلاً أعاد اقتباسها.

‏يهمهم جداً الانتصار لأنفسهم، ولم يستوعبوا مرحلة احترافية وزارة الخارجية السعودية والتي يجب أن يتبلوروا حول تصريحاتها ويطرحوا تحليلاتهم حول مايصدر منها.

‏عندما بدأت أحداث 7 أكتوبر، استعجلوا، أو لنقل استعملوا نفس عقليتهم المتكلسة القديمة، وهجموا على فلسطين لعناً وشتماً، وصوروا إن كل الفلسطينيين هم “حماس”، لم ينتظروا موقف وطنهم ليدعموه، لم يفكروا بصورة المغرد السعودي (الذي يقلدهم) وينشر طرحهم، لم يتسائلوا إن كان طرحنا هذا يخدم من؟! ويعطي زخم وشرعية لمن؟! ويضغط على من؟!!

‏حتى هذه اللحظة لايعلمون أن شتائم الفلسطينيين ومسيرات الحوثي وتصريحات حسن نصرالله وهوسات الحشد الشيعي (هذه كل قدرة إيران وأذرعها ضدنا) ستكون جنة ولعب أطفال أمام إسرائيل لو تخلصت من كل مخاوفها، وهذا ما أعلنت عنه بأنها ستغير الشرق الأوسط.

‏حتى هذه اللحظة لايستطيعون تجاوز كره “حماس” واستبدال ذلك باستخدامهم في هذه المرحلة أو أنهم يخافون أن يقال عنهم متناقضين.
“خلاااص درينا” أن “حماس” تابعة لإيران و “كمال الخطيب” اسرائيلي، وأن الحشد شيعي يا “كونان”.

‏يكتبون بعقلية قديمة كاللتي يستخدمها الأطفال أو المتطرفين (الصمعرة).

‏كلنا نعلم أن مخاوف إسرائيل أن نتّحد مع إيران ضدها، إذا .. فلابد من أن نوقف تغريداتنا ضدها وضد عملائها، ونستخدمهم حتى نفسد على إسرائيل مخططها؛ “بعدين نشتم بعض”..

‏”حسن زميرة” هذي آخر مرة أقول لك “زميرة” حتى تنتهي الأزمة؛ وبعدها “نرجع نتلاعن”.

*كاتب سعودي.
@abu_malek_20

زر الذهاب إلى الأعلى