أبرز المواديكتبون

تجديد عهد وعهد جديد

خمسة أعوام منذ البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله ، خمسة أعوام مليئة بالعطاء والحراك الدائم والوثبات الكبيرة ؛ أعوام شهدت نقلة نوعية في محاربة الفساد وكشف ستر المفسدين الذين طالما تسأل المواطنون عن تجذرهم في مفاصل التنمية ؛ مفسدون عطلوا كل مشروع ونهبوا كل ميزانية وشوهوا كل إنجاز على الرغم من ضخامة الدخل الوطني وتعدد المشروعات التنموية الكبيرة ، إلا أن أغلب تلك المشروعات ردئي الجودة ومبالغ في تكلفته حيث وصلت إلى أرقام فلكية لو وجهت تلك المبالغ إلى ما خصصت له لكان وضع مطاراتنا ومستشفياتنا ومدارسنا وجامعاتنا وطرقنا وقطاراتنا وسكننا مختلفة عن ما هي عليه اليوم!
ولقد كان هناك دعم مالي كبير واكبه ثقة غير محدودة في المسؤولين ، ولكن مشروعاتنا التنموية أقل بكثير مما يفترض أن تكون عليه! وعلى الرغم من وجود أجهزة رقابية وأنظمة واضحة وقوية ، ولكن المحاباة للمسؤولين الكبار كانت طاغية ، ولغة تنفيذ الأوامر دون إعتراض أو نقاش هي اللغة السائدة ، فكان تغاضي وغض طرف من بعض المسؤولين عن سوء الإنجاز ومثل ذلك غطاء ساتر للمنفذين ، وطغى خوف وخشية المنفذ النظامي من المتنفذ الواصل ، والطاعة خشية قطع أعناق الأرزاق كانت هي الملجأ! فعصفت يد ملك الحزم بذلك الفساد وأصبحت محاربته الحازمة مضرب المثل في العالم.
مرت المملكة خلال الأعوام الخمسة الماضية بعواصف ومؤامرات خارجية طامعة وخائنة ، ما جعل المملكة تنفض عن نفسها رداء التبعية لأي كيان ، ومراجعة مواقف حسن النية ، وتغيير فلسفة الدبلوماسية الهادئة ، فكان الحزم والعزم والوقوف الند بالند أمام الدول العظمى وفرضت المملكة نفسها دون تردد أو مجاملة وانتزعت استقلالية قراراها وتقديم مصالحها العليا فوق مصلحة غيرها.
واستطاعت المملكة دق عنق إرادة جبروت الطغيان والتآمر الصهيوفارسي وتبديد أحلامه الواهمة للنيل من بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في محاولات لإزاحة المملكة عن موقعها الريادي والقيادي للعالم الاسلامي ، فشتت وثبة الحزم ذلك التآمر وأوقفت خطط التوسع والهيمنة وخطط نشر الثورة الخمينية بوقوفها الحازم والجري والعلني ضد تمددها وتغلغلها ، فحروب الوكالة أو المداهنة السياسية لم تعد تجدي ولم يبقى لها وجود في قاموس السياسة السلمانية..
وهاهي المملكة -بفضل الله- تعبر بسلام ، شامخة أبية، متسلحة بصفاء التوحيد وصدق التوكل والإيمان بالله ، ومتوشحة بثقة الكبار ، ومتوثبة بسواعد مواطنيها الأبرار  نحو تحقيق رؤية طموحة لتأكد حضورها الدولي المنافس وقيادتها الرائدة للعالم الإسلامي ..
ونحن اليوم إذ نجدد بيعتنا ووعدنا وعهدنا للملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسدده ، فإنا ندعوا الله أن يكفانا شر من أراد قيادتنا ووطننا وأهلينا بسوء..
*كاتب سعودي

زر الذهاب إلى الأعلى