أبرز المواديكتبون

“تركي” يصنع عسيراً جديدة

 

عامٌ مختلف.. اثنا عشر شهراً عاشت فيها عسيرُ حِراكاً لم تشهده في تاريخها، كما يشهد إنسانُ عسير ديناميكية جديدة في التعامل والعملِ، والإبداع والإنجاز.

الكل يعرف محبة الأمير تركي بن طلال للعمل، وحرصه على الإنجاز، وصدقه، وشفافيته، وصرامته التي لم تطغَ يوماً على عدالته ونصرته للمظلوم، ووقوفه مع المحتاج، ولكن من يقترب من تركي بن طلال ويعمل إلى جواره يكتشف رجلاً مختلفاً، وشخصية متفردة، وقائداً منظماً، ذو همّة عالية، وطاقة متجددة، وذاكرة قوية، ومعرفة بكل ما يجول ويدور من حوله، يُناقش المتخصصين كأنه منهم، ويحاورُ المبدعين وهو أحدهم، ويفتحُ آفاقاً مختلفة للحوار المثمر، والنقاش الشامل، ويوجدُ الحلّ من المُحال.

 

لست هنا أُثني على قائدٍ أفتخرُ بأنني أنهل من معينه كل يوم، ولا ألمّعُ شخصية استطاعت أن تجعل كل ما حولها متوهجاً متوثباً منطلقاً لا يلتفت إلى الوراء، ولا أشيدُ برجلٍ قد تجاوز بفعله ونتاجه وقيادته كل ما يمكن أن يُكتبَ له أو عنه، ولكنني أدلّل على يومياتٍٍ عشتها وتعايشت مع لحظاتها باستفادة وسعادة.

 

وهنا أشير إلى الكلمة التي وجهها سموه لإعلاميي المنطقة في أول اجتماع له بهم بعد وصوله للمنطقة نائباً لأميرها بعدة أشهر، عندما طالب بعض الزملاء الإعلاميين مرافقة سموه في جولاته وزياراته واجتماعاته، قال بالحرف الواحد: “كل ما نقوم به حالياً هي مهامٌ من صميم عملنا، لا نجد فيها ما يستحق الكتابة والنقل، وسيكون لها نتائج ومنجزات بإذن الله، وعندما نصل لذلك المُنجزِ الذي نُفاخر به، فهو ما نريد أن تكتبوا عنه، لا عن تركي بن طلال”.

 

انطلق تركي بن طلال من الإمارة مبتدئاً بالإصلاح من الداخل، والارتقاء بالعمل الإداري ليكون منظماً، وحرص على إعادة ترتيب البيت الصغير في الإمارة أولاً، لينطلق للبيت الأكبر في المنطقة بأسرها، فقد كوّن بعد صدور الأمر الملكي الكريم هيئة تطوير عسير، واختار كوادرها، وبنى كيانها وعمل مع فريقٍ جادٍ متميز على إعداد استراتيجية تطوير عسير التي شارك فيها واقترح مكوناتها الطالب والطالبة، والمعلم والمعلمة، والمواطن والمواطنة، ومشايخ القبائل والمجالس البلدية والمحلية وذوي الهمم، هذه الاستراتيجية التي ستكون عند إقرارها، الاستراتيجية المناطقية الأولى على مستوى المملكة، وقبل أن تُقرّ، فقد قرّرَ تركي بن طلال أن يكون إنسانُ عسير جاهزاً للعمل في الاستراتيجية كفريق واحد، فجاءت فكرة المبادرات النوعية التي تفاعل معها أهل عسير، فشارك فيها الجميع بالفكر والعمل، لتكون تجربة أولى للتغيير نحو الأفضل، فكانت مبادرة “حُسن الوفادة”، التي استجاب لها كل أهالي عسير، ومبادرة “عسير كذا أجمل” التي نجحت بفريق قوامه ستة آلاف مشارك، واحتفال “يومٌ عسير” بمشاركة أكثر من ٦٠ ألف مواطن ومواطنة، ومبادرات أخرى منها جائزة “تحفيز الإدارات الحكومية”، و”المشهد الحضري”، و “المِيَزُ النسبية في كل مدينة وقرية”، و”تأهيل القرى التراثية”.. وغيرها الكثير.

 

وفي المراكز والمحافظات، لم تكن الزيارات تقليدية روتينية، فالمحافظ والمسؤولين يحضرون جنباً إلى جنب، مع عضو المجلس المحلي والبلدي، والمعلم والمعلمة، والطالب والطالبة، والمواطن والمواطنة، ورواد وأصحاب الأعمال والشباب والإعلاميين، والكل يبدي رأيه ويناقش ويقترح ويشارك.

 

أما فيما يخص المشاريع الأساسية بالمنطقة، فقد دعا أمير عسير الوزراء المعنيون إلى أبها، والتقاهم المواطنون قبل المسؤولين، وبعد عدة أشهر حضر نوابهم لمتابعة ما بدؤوه، وزار معالي وزير النقل المنطقة أكثر من مرة، ووقف نائبه مع أمير عسير على مشاريع الطرق المتعثرة بالمنطقة، فيما شارك مسئولو وزارة الاتصالات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والمدراء التنفيذيين لشركات الاتصالات الثلاث في خمس ورش عمل بمواقع متفرقة في محافظات عسير، ناقشوا خلالها ضعف شبكة الاتصالات والانترنت في تلك المحافظات والمدن والمراكز، وبانتظار انتهاء القدر الأكبر من الحلول العاجلة قبل انتهاء النصف الأول من ٢٠٢٠م.

 

أما في المجلس العام بالإمارة، مقصدُ الشاكين وطالبي المساعدة، ففي كل يوم قصّة تستحق أن تروى، نتعايش في المجلس العام مع تجارب جديدة ومختلفة، بطلها الحقيقي رجلٌ صارمٌ في فرض النظام، عادل في تطبيقه، يوقّرُ الشيخ، ويرحم الصغير، ويأخذ بيد الشاب، ويوقِعُ العقاب بكل احترام، فينهي بذلك في دقائق لا تتجاوز العشر، قضاياً كانت تطول لسنوات، فيما أعلن تركي بن طلال حرباً ضروساً لا تقبلُ التهاون ولا الشفاعة، على الدعاوى الكيدية بأنواعها، عازمٌ قريباً، وقريباً جداً، أن تكون تلك الدعاوى من الماضي السحيق.

 

بالقرب من تركي بن طلال تعلمنا أفضل الطرق للعمل، وأسهل الوسائل للإنجاز، وتوظيف التقنية في كل المهام، تعلمنا المحافظة على المواعيد، والحرص والمتابعة والاكتشاف والابتكار، ليس ذلك فحسب، بل أصبحنا نتعامل بثقة أكبر، وبطاقة أعلى، وبجهدٍ أقل يصل بنا إلى إنجازٍ غير مسبوق.

 

لن أسهب أكثر، فلن يكفي مقالٌ وإن كثُرت صفحاته للحديث عن المُنْجِزِ ومنجزاته، ولن أستطع إجمالها مهما كتبت، ولا زلنا في كل يومٍ نقتبس جديداً، ونتعلم فنّاً، وننهل إبداعاً، ونقلّصُ مساحات النقص والخطأ.

 

في عسير.. وعسير فقط لم يعُد المسؤول عن فرع وزارة ما يعمل بمفرده، ولا يوجد مسؤول لا يعلمُ أين تتجه بوصلة مستقبل عسير، ولا يمكن أن يبقى موظفٌ مهما كبرت أو صغرت مرتبته في سفينة عسير بقيادة ربانها تركي بن طلال إن لم يكن قادراً على العمل بنجاحٍ ضمن فريق منجزٍ مبدعٍ متميز.

 

تغريده:

(تركي بن طلال.. صديق الصادقين، عدو المعتدين، نصير المنجزين، داعم المبدعين.. لا يقبل التخاذل والخلل، ولا يؤمن بالمظاهر والكسل).

 

زر الذهاب إلى الأعلى