قطعاً إن العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مالي تربطها علاقة اخوية راسخة منبعها الإسلام، فالمملكة العربية السعودية تحظى باحترام كبير ورائع لدى كافة الأوساط في جمهورية مالي، فهي بالنسبة لهم تشكل وحدة العقيدة الدينية، وجمهورية مالي تمثل لنا دولة إسلامية صديقة نفخر ونعتز بها، وعلاقتنا بها متميزة في شتى المجالات.
وبطبيعة الحال فان من ابرز الملامح الأخوية الإسلامية بين البلدين انشاء “جسر الملك فهد” في جمهورية مالي الذي يجسد مدى عمق العلاقات الأخوية الاسلامية بين البلدين الشقيقين ، فان الجسر يربط بين احياء باماكو التي يخترق العاصمة نهر النيجر وعلى ضفافه توجد احياء بالمدينة، وقد نشأت المدينة في الأساس على الضفة الشمالية التي تشمل أقدم احياء باماكو، وبالضفة الاخرى من ناحية الجنوب من النهر تشمل الاحياء الجديدة بالعاصمة وضواحيها، ولكن مع توسع النمو العمراني أنشئت الجسور إلى الضفة الأخرى لتصل شمال النهر بجنوبه.
وفي إطار العلاقات الأخوية الإسلامية بين البلدين قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز-رحمة الله – بلأمر بأنشاء جسر الملك حيث تم بناؤه بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية، و تم تدشينه عام 1992م، ويسمى شعبياً بالجسر الجديد، ويعد هذا الجسر بمثابة شريان الحياة التي تربط بين الاحياء بالعاصمة باماكو فبناء الجسر تأتي كخطوه لخدمة الشعب المالي والمقيمين بالمدينة وكل من يأتي العاصمة باماكو يلمس خدمة الجسر، وفرحة وراحت الشعب المالي الذي ييسر انسيابية حركة المواصلات وربط بين الاحياء .
هذا وبات “جسر الملك فهد” رحمه الله رمز لكل الماليين ويتبلور ذلك على متانة وعمق العلاقة الإسلامية الأخوية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مالي، وادراكهم مدى دعم المملكة لهم في تقديم المساعدات التي لا تتوقف على انشاء الجسر فحسب وانما بناء المساجد وبناء الابار والمدارس وغيرها من المساعدات التي لا حصر لها، فان السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية تمضي على مبادئ وثوابت دينية وسياسية تعمل على حشد وتكريس قدراتها ومواردها وتسخيرها لخدمة قضايا العالم الإسلامي وتحقيق أسباب ترابطه وتضامنه إستناداً إلى حقيقة الانتماء إلى عقيدة واحدة، وأن التكافل الإسلامي هو السبيل لاتحاد وتعاون المسلمين ونصرهم وعزتهم.