أبرز الموادأهم الاخبارمنطقة المدينة المنورة

جموع غفيرة تؤدي صلاة الاستسقاء بالمسجد النبوي

أدى جموع المصلين صلاة الاستسقاء، اليوم الخميس، في رحاب المسجد النبوي الشريف، وذلك استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

وأظهرت مجموعة صور عددًا كبيرًا من المصلين وهم يبتهلون إلى الله بالدعاء، على أمل الاستجابة لهم بعد اتباعهم سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وحرصت الجموع الغفيرة على الدعاء إلى الله لإنزال البركة والخير على العباد، والحفاظ على المملكة من الشرور والفتن التي تحيط بها، وتحقيق التقدم والازدهار لها.

أمير منطقة المدينة المنورة يتقدم المصلين

وتقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير منطقة المدينة المنورة -حفظه الله وأم المصلين وخطب بهم فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي، وبعد أن حمد الله وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم ابتدأ فضيلته الخطبة بقوله: أيها المسلمون من يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره، من عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها.

وقال في خطبته : قد جعل الله للأمطار أجلاً بقدر، وموسماً ينتظر، فإذا تأخر المطر اشتد القحط، وهلكت الزروع والأشجار، وجفّت العيون والآبار، قال تعالى (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ معين).

فإذا أشفق الناس، ورجعوا إلى الله وتابوا، وتوجهوا إليه فاستسقوا وأنابوا، رفع الله عنهم المحنة، وأرسل الريح بالبشرى، مبشرات، ولواقح، وناشرات، وذاريات، ومرسلات، فتجىء الريح المبشرة فتقم الأرض، ثم تأتي المنشأة فتنشىء السحاب

وتثيره، ثم تهب المؤلفة فتؤلفه حتى إذا صار كسفاً وركاماً، جاءت اللواقح فأدرته، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا)

التقوى سبب من أسباب رفع الكرب والابتلاءات، ونزول الرحمة والبركات

وأكمل: فالقحط والجدب وحبس المطر ابتلاء واختبار من الله تعالى، قد حل بالناس والأنبياء بين أظهرهم، فأرشدوهم إلى أسباب رفع الضر وكشف البلاء، وقد أخذ الله أقواماً بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون، لكن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم سأل الله أن لا يهلك أمته بالسنين فأعطاه، وقد أجمع العلماء على مشروعية صلاة الاستسقاء إذا جفت الأرض وحبس المطر، قال تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت (شَكى النَّاسُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قُحوطَ المطرِ فأمرَ بمنبَرٍ فوضعَ لَه في المصلَّى ووعدَ النَّاسَ يومًا يخرُجونَ فيهِ فخرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ بدا حاجبُ الشَّمسِ فقعدَ على المنبرِ فَكبَّرَ وحَمِدَ اللَّهَ ثمَّ قالَ: إنَّكم شَكوتُم جدبَ ديارِكم ، واستئخارَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِه عنكم ، وقد أمرَكمُ اللَّهُ سبحانَه أن تدعوهُ ووعدَكم أن يستجيبَ لَكم ، ثمَّ قالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، لا إلَه إلَّا اللَّهُ يفعلُ ما يريدُ ، اللَّهمَّ أنتَ اللَّهُ لا إلَه إلَّا أنتَ الغنيُّ ونَحنُ الفقَراءُ أنزِل علينا الغيثَ ، واجعل ما أنزلتَ لنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ ثمَّ رفعَ يديهِ فلم يزَل في الرَّفعِ حتَّى بدا بياضُ إبطيهِ ، ثمَّ حوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهرَه ، وقلبَ أو حوَّلَ رداءَه وَهوَ رافعٌ يديهِ ، ثمَّ أقبلَ على النَّاسِ ونزلَ وصلَّى رَكعتينِ ، فأنشأَ اللَّهُ سحابةً فرعَدت وبرَقت ، ثمَّ أمطرَتْ بإذنِ اللَّهِ ، فلم يأتِ مسجدَه حتَّى سالتِ السُّيولُ ، فلمَّا رأى سرعتَهم إلى الكِنِّ ضحِك عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ حتَّى بدَت نواجِذُه ، فقالَ : أشهدُ أنَّ اللَّهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، وأنِّي عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ).

واختتم فضيلته قائلاً: فالإنسان فقير إلى ربه، محتاج إليه في جميع أحواله، لا يستغن عن دعائه وسؤاله، فالإنسان محتاج إلى ربه ومولاه، وهو الذي خلقه وسواه، ونفخ فيه الروح وأحياه، ولا يقدر على إجابة السائلين، وقضاء حوائج الملهوفين، إلا رب العالمين، فهو الذي يجيب كل سائل، ويعطي كل مؤمل، لا تغيض خزائنه، ولا ينفد ما عنده، فعليكم بالدعاء فإنه مخ العبادة، ومن أعظم القربات، وأجل الطاعات، شأنه عظيم، ونفعه عميم، وهو أنفع ما استدرت به النعم، وأمنع ما استدرئت به النقم. فالدعاء هو الباب الأعظم لتحقيق الحاجات، ونيل المطالب ورفع الدرجات، والحصول على كل خير، ودفع المكروه والشر. الدعاء أنيس المؤمن عند الخطوب، ومسليه عند اشتداد الكروب، به نصرة المظلوم، فدعوته ليس بينها وبين الله حجاب، وبه تقضى الحوائج ويرفع البلاء والعقاب، ولا يرد القضاء إلا الدعاء. وقد أمركم الله بالدعاء ووعد بالإجابة، قال تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).

إقرأ أيضا|استجابة لدعوة خادم الحرمين.. أداء صلاة الاستسقاء في المسجد الحرام(صور)

زر الذهاب إلى الأعلى