أهم الاخبارمحليات

جولة رسمية للأمير محمد بن سلمان للتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي

أكدت مصادر ديبلوماسية خليجية في الرياض ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيبدأ بعد غد الاثنين جولة رسمية تشمل دول مجلس التعاون الخليجي وتهدف إلى “إزالة أية خلافات جيوسياسية” وتعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس الخليجي الست في شتى المجالات.

وأوضح مصدر خليجي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ ) ان من أبرز اجندة مناقشات ولي العهد السعودي مع نظرائه القادة الخليجيين “التعامل بشكلٍ جديٍ وفعّال مع الملف النووي والصاروخي الإيراني بكافة مكوناته وتداعياته وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي مع التأكيد على مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار إضافة إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) والمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني والتطورات على الساحة العراقية في ضؤ نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والوضع في سوريا وليبيا ومستجدات القضية الفلسطينية ” .

 

وقال مصدر آخر لـ ( د.ب.أ ) أن “إزالة أية خلافات جيوسياسية أيا كان مستواها ورفع وتيرة التعاون في شتى المجالات ومنها الأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والاتصالات بين دول المجلس الست ستشغل حيزا مهما في مداولات ولي العهد السعودي مع قادة الخليج” .

 

وامتنعت مصادر عن التعليق على الأنباء التي ترددت مؤخرا عن ان دول المجلس الست تبحث إمكانية انضمام اليمن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي فيما قالت مصادر أخرى”ان لا علم لديها بهذا “إلا ان مصدرا ديبلوماسيا غربيا أعرب عن شكوكه حيال ذلك عازيا الأمر إلى عدة أسباب في مقدمها “استمرار الارتباط الوثيق بين جماعة الحوثي وإيران الأمر الذي تجمع دول المجلس على رفضه وعدم القبول به “.

 

ويضم المجلس في عضويته كلا من المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر والبحرين.

 

وأعلن المصدر ان الأمير محمد سيستهل جولته التي تستغرق خمسة أيام وتعد الأولى له بعد القمة الخليجية التي عقدت في مدينة العلا غرب السعودية في يناير الماضي بزيارة سلطنة عمان والالتقاء مع السلطان هيثم بن طارق وكبار المسؤولين العمانيين ثم ينتقل بعدها إلى البحرين وقطر والإمارات والكويت.

 

ومن المعروف ان قمة العلا أنهت المقاطعة التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر منذ عام 2017 وأعادت كاملة العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين الدول الأربع والدوحة.

 

وكان سلطان عُمان هيثم بن طارق زار السعودية في 12 يوليو الفائت حيث التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة نيوم على ساحل البحر الأحمر في أول زيارة خارجية له منذ توليه الحكم في يناير/كانون الثاني 2020

 

وأضاف المصدر أن محادثات الجانبين ستتناول آفاق التعاون المشترك وسبل تطويره في مختلف المجالات تحت مظلة

مجلس التنسيق السعودي العماني .

 

وأشار مصدر ثالث في تصريح لـ ( د.ب. أ ) إلى انه “ينتظر ان يتم خلال الزيارة إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة تشمل مجالات تعاون رئيسية منها الاستثمارات في مشروع إقامة منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم والتعاون في مجال الطاقة بالإضافة إلى الشراكة في مجال الأمن الغذائي والتعاون في الأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية المختلفة”.

 

وينتظر ان تشهد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للسلطنة افتتاح أول منفذ حدودي بري مباشر بين البلدين بطول 800 كيلومتر وهو منفذ الربع الخالي.

 

وكان سالم محمد النعيمي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في سلطنة عمان قد أكد في وقت سابق ان الطريق “سيقلل من وقت السفر بشكل كبير” واصفا هذا الطريق بـ”الحيوي”.

 

وكشف الوكيل العماني أن “الجزء الأكبر من الطريق يمر عبر المملكة العربية السعودية ويمتد إلى بعض من أصعب التضاريس في العالم، بما في ذلك الربع الخالي”إذ يمر الطريق عبر الربع الخالي ومحافظة الأحساء الشرقية بالسعودية ويبلغ طول الطريق في عمان نحو 160 كيلومترا بينما يقع نحو 580 كيلومترا منه في المملكة.

 

وهذا المنفذ الحدودي بين البلدين تم الاتفاق على إنشائه في عام 2006م ويُسمى من الجانب العماني باسم “منفذ رملة خيلة” ومن الجانب السعودي باسم منفذ الربع الخالي، ويمتد من حرض في الأراضي السعودية، ويستمر باتجاه حقل الشيبة النفطي بطول 319 كيلومتراً قبل ان يتجه نحو المنفذ الحدودي الجديد مع سلطنة عُمان بطول 247 كيلومتراً وهو بذلك يختصر مسافة 800 كيلومتر كان يقطعها المُسافرون في التنقل بين البلدين مرورا بدولة الإمارات العربية المتحدة وتبلغ إجمالي كلفة مشروع المنفذ نحو 950 مليون ريال (250 مليون دولار) ويعود ارتفاع تكلفته إلى كون الطريق يمُر من صحراء الربع الخالي وهي منطقة صحراوية مُغطاة بكثبان رملية هائلة، ما يجعل أعمال تشييد الطريق أكثر صعوبة، حيث تقدر كمية الكثبان الرملية التي تم رفعها وإزاحتها بنحو 130 مليون متر مكعب أي ما يعادل 26 هرماً من الحجم الكبير.

 

وأكد ان المنفذ البري سوف يسهل “وصول البضائع السعودية برا إلى موانئ السلطنة ومناطقها الاقتصادية الحرة الواقعة مباشرة على بحر العرب كميناءي دقم وصلالة كما سيفتحُ المجال للسلع الطازجة العمانية كالأسماك مثلا بالوصولِ بوقت قياسي إلى السعودية وتسهيل حركة مرور الحجاج والسياح بين البلدين”.

 

ويقول مصدر لـ ( د.ب. أ ) ان محادثات الأمير محمد بن سلمان في بقية دول المجلس”ستتناول أيضا من خلال مجالس التنسيق السعودية مع هذه الدول أهمية توحيد المواقف تجاه مختلف القضايا السياسية الإقليمية والدولية وانتهاج سياسة الاعتماد على الذات الخليجية في مواجهة أي تقلبات لمواقف دولية وبما ينسجم ومصالح دول المجلس والدفع بالشراكة الثنائية إلى آفاق أرحب وفق رؤية المملكة 2030 “.

 

ولم تستبعد المصادر أن تثمر الجولة عن توقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم في مختلف الميادين وبخاصة ما يتصل بقطاعات الاقتصاد والتجارة والاستثمار.

 

ومن اللافت ان جولة المسؤول السعودي تسبق موعد انعقاد القمة الخليجية الثانية والأربعين في الرياض في الرابع عشر من شهر ديسمبر الجاري التي ستجدد التأكيد على ضرورة أن تشتمل أية عملية تفاوضية مع إيران على معالجة سلوكها المزعزع لاستقرار المنطقة بما في ذلك الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيرة والبرنامج النووي الإيراني الى جانب بحث الخطوات التي تم إنجازها على صعيد تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين دول المجلس الست عبر القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون التي تتخذ من الرياض مقرا لها لتحقيق التكامل العسكري المشترك والأمن الجماعي لدول المجل.

زر الذهاب إلى الأعلى