أبرز المواددولي

حزب الله يزيد معاناة شعب لبنان بعد تصريحات لـ نصر الله

فصل جديد من فصول الأزمات بين لبنان ودول الخليج فتح أبوابه مسؤولين بمليشيات “حزب الله”، في وقت حرج، جاء بعد سقطة كبيرة لـ وزير الإعلام اللبناني الأسبق جورج قرداحي.

كانت المبادرة  الفرنسية ـ السعودية، هي الأمل الوحيد لتسوية الأزمة بين لبنان ودول الخليج، واستبشر شعب بيروت بها خيرًا، فقد أعطى الاتصال المشترك الذي أجراه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، برئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، آمالاً بحل هذه الأزمة، المشروطة بوقف تهريب المخدرات، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، والتزام سياسة النأي بالنفس وكبح جماح “حزب الله” من مشاركاته العسكرية بالدول العربية وأهمها في اليمن.

وبناء على هذه المبادرة، شهد الأسبوع الماضي أول انتقاد علني من رئيس الجمهورية ميشال عون لحليفه حزب الله، عندما خرج على اللبنانيين في رسالة مصارحة، وسأل الحزب “ما الفائدة من القتال خلف البحور واستعداء الدول العربية؟”.

لكن يبدو أن التقدم الذي حصل لم يرق للمليشيات، فزادت من تحركاتها لضرب أي محاولة لحل الأزمة، واستمرت باستخدام مناطق سيطرتها لتكون منطلقاً للإساءة للدول العربية.

فقد نظمت مليشيات “حزب الله” مؤتمراً لجمعية الوفاق البحرينية المحظورة في البحرين في الضاحية الجنوبية، وبحسب مصادر فإن “حزب الله” يمتنع عن تسليم أعضائها للأمن اللبناني، الذي لديه أوامر حكومية بترحيلهم تنفيذا لقرار صادر عن رئيس مجلس الوزراء.

بل إن حزب الله يؤمن لهم الحماية، وهم ما زالوا في بيروت وغير متوارين عن الأنظار، وإنما يتحركون بحرية، وهو ما أكدته “العين الإخبارية”.

وما زالت الضاحية الجنوبية في بيروت مركز تجمع لقنوات الحوثيين الإعلامية، الممولة من “حزب الله”، حيث تبث قناة الحوثيين الرئيسية “المسيرة”، من ضاحية بيروت الجنوبية، إضافة الى قناة “الساحات” التي تبث أيضاً من بيروت.

ولم تستطع أي حكومة أو القوى الأمنية توقيفهما، رغم رفض أغلبية اللبنانيين لهذا الأمر، كما أن هذه القنوات تعمل بدون ترخيص.

وفاجأت المليشيات، الشعب اللبناني الذي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، بحملة إعلانية وأنشطة تكلّف مئات الآلاف من الدولارات في ذكرى مقتل قاسم سليماني، حيث تم نشر العشرات من الصور العملاقة لسليماني، كدليل رمزي للسيطرة على البلد، ما استفز أغلبية اللبنانيين الذين عبروا عن غضبهم ورفضهم لهذا الأمر عبر حملات على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام.

ومساء الإثنين، هرب أمين عام المليشيات حسن نصرالله من عزلته الداخلية، وشن هجوماً غير مسبوق على المملكة العربية السعودية، واتهمها بأخذ اللبنانيين الموجودين على أرضها رهينة، في محاولة فاشلة منه لاستعطاف الرأي العام.

وتناسى حسن نصرالله أنه رغم الأزمة مع دول الخليج، أعلنت المملكة العربية السعودية وجميع الدول الخليجية عدم المساس باللبنانيين على أراضيها.

حديث نصرالله استدعى ردا سريعا من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الذي أكد أن “ما قاله نصرالله بحق المملكة العربية السعودية لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين، وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية خصوصا دول الخليج”.

وهاجم ميقاتي نصرالله معتبراً أن مواقفه “تسيء إلى اللبنانيين أولا، وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانيا”، ودعا “للرأفة بالوطن وإبعاده عن المهاترات التي لا طائل منها”.

وفي هذا السياق، استنكر عضو كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، الذي يرأسه وليد جنبلاط، النائب في البرلمان وائل أبوفاعور، تمادي “حزب الله” في الإساءة إلى السعودية وأمنها واستقرارها وسلامة أبنائها، عبر الانغماس في أدوار إقليمية لا تمت بصلة إلى لبنان ومصالحه .

وقال أبوفاعور “إن لبنان أصبح بلداً مختطفاً من إيران، وأن سياسات حزب الله الإقليمية باتت عبئا على اللبنانيين لا يحتمل”.

النائب اللبناني العائد من زيارة إلى المملكة العربية السعودية، كشف عن أن ما سمعه من المسؤولين السعوديين يبعث على الارتياح.

وقال: “سمعت تأكيدا أنه بقدر ما يسيء البعض إلى علاقات لبنان العربية وانتمائه، ويحاول التعرض لاستقرار وأمن المملكة، فإن قيادة السعودية تؤكد أن اللبنانيين في البلاد كما في كل دول الخليج العربي، آمنون، ومحصنون ومكرمون، ولن يسمح أن يمسهم أي ضرر”، بحسب العين الإخبارية.

ويرى النائب اللبناني أن “الأمور تحتاج إلى موقف لبناني فعلي بالتوقف عن الانحياز إلى إيران أو غيرها عمليا، وليس عبر البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وهذا يحتاج إلى وقفة داخلية واضحة تضع حدودا لهذا السياق التدميري لعلاقات لبنان العربية”.

وأضاف: “سمعت أيضا أن القيادة السعودية تعرف حقيقة الموقف الأخوي المحب لمعظم اللبنانيين تجاهها، وهي تقدرهم على المستويين الشعبي والسياسي، وتأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار في علاقاتها مع لبنان”.

زر الذهاب إلى الأعلى