أبرز الموادصحة

دون ألم الكيماوي.. علاج بأياد سورية لأكثر السرطانات فتكاً

المناطق_متابعات

بعد أكثر من ١٠ أيام من المحاولات، استطاعت “العربية.نت” التوصل أخيرا للدكتورة بيسان اللاذقاني التي كانت بانتظار موافقة جامعتها للتحدث مع الإعلام.

الاكتشاف الأهم بعد فقدان مؤلم

فابنة سوريا التي تركتها بعمر الـ ٤ سنوات متنقلة بين الإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، غدت حديث مواقع التواصل الاجتماعي والأوساط الطبية والعلمية خلال الأسابيع القليلة الماضية، بسبب ابتكارها وفريقها علاجا لواحد من أكثر ٤ أنواع سرطانات انتشارا وفتكا حول العالم وفقا لـ “العربية”.

فقد توصلت عالمة البيانات ومكتشفة الأدوية السورية إلى اكتشاف مبتكر في مجال علاج سرطان الرحم، وكشفت في حوار مع “العربية.نت”، التفاصيل.

وأوضحت عن بداياتها، أنها غادرت سوريا في عمر الـ4 سنوات إلى الإمارات حيث عاشت طفولتها هناك، ثم انتقلت إلى بريطانيا في الـ14، ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء دراستها الجامعية، فحصلت على الـدكتوراه من جامعة كامبريدج في نيويورك.

كما أضافت أنها عملت لأكثر من 12 عاماً في مراكز الأبحاث بين أميركا وبريطانيا، فوجدت أن نصف العالم تقريباً أصيب أو سيصاب بمرض السرطان في مرحلة ما، في حين أن النصف الآخر المعافى جسدياً، سيعاني من شخص مصاب قريب له.

ولهذا وهي التي فقدت والدتها بعمر صغير بسبب سرطان الثدي، قررت تحدي المرض الأخبث.

“العلاج الآمن”

أفادت لاذقاني بأن أمراض السرطان تعرف منذ زمن بعيد، بأنها أحد الأسباب الرئيسية والأكثر شيوعاً للوفيات حول العالم، مشيرة إلى أن التوقعات تتحدث عن احتمال ارتفاع حالات التشخيص بنسبة 50% بحلول العام 2040.

لهذا قررت أن تساعد الإنسانية عبر علمها وخبرتها، وذلك بجعل هذا المرض أمراً طبيعيا.

وقالت: “كل ما أتمناه أن تصبح ردات الفعل عند المصابين بالمرض حال معرفتهم بالحقيقة ردات فعل طبيعية، وأن يتعاملوا مع الأمر على أنه زكام أو أي مرض آخر بسيط وعلاجه سهل”.

كما تابعت أن علاج السرطان عادة يكون باستعمال الكيماوي، الذي بدوره يقضي على الخلايا الخبيثة والحميدة في آن واحد، وهو ما يؤثر بطريقة أو بأخرى على الحالة النفسية للمريض خصوصا مع فقدان الشعر وتضرر الجلد والأظافر وما إلى ذلك.

إلا أن فكرة علاجها قائمة على “العلاج الآمن”، بمعنى أن يحدد العلاج الخلايا الخبيثة فقط ويعمل على استهدافها دون أن يؤثر على الخلايا الحميدة، بالتالي يتفادى آثار الكيماوي الصعبة.

وذكرت الطبيبة السورية أن هناك تحسناً كبيراً في نسب البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان في المملكة المتحدة، لهذا فهي متفائلة جداً من خطتها، مشيرة إلى أن نسبة البقاء على قيد الحياة للمرضى لمدة 10 سنوات أو أكثر في السبعينيات تبلغ 1 من كل 4 أشخاص، بينما تبلغ النسبة حالياً نحو نصف مرضى السرطان.

الطب والذكاء الاصطناعي

عن هذا كشفت الطبيبة الرائدة أيضاً أن ولعها بالبرمجيات منذ صغرها ساعدها إلى حد كبير في تطوير أبحاثها، مشددة على أن علاقة الذكاء الاصطناعي بالطب اليوم علاقة هامة جداً يجب تسليط الضوء عليها والاستفادة منها.

ولفتت إلى أنها كانت تحدثت عن تلك النقطة في بحث نُشر عام 2013، لافتة إلى أن تلك العلاقة ساعدت باكتشاف أكثر من 46 نوعاً مختلفة من السرطانات لم تعرف قبل ذاك التاريخ.

كما أشارت إلى أن تلك العلاقة غيرت كثيراً بعالم الطب، ورأت أن المستقبل سيكون للذكاء الاصطناعي بمساعدة الأبحاث للقضاء على الأمراض.

طموحات بعد الألم

وعن طموحاتها، أكدت الطبيبة أن وفاة الدتها بالمرض ترك في نفسها تصميماً لدخول الطب، مشيرة إلى أن هدفها اليوم يكمن بمساعدة الإنسانية أجمع بالتخلص من هذا المرض الذي وصفته بالأسوأ.

لقاح سرطان عنق الرحم

كذلك أوضحت أن كل ما تتمناه أن يصبح السرطان بأنواع مع علاجاته أحد الأمراض السهلة التي لا تستدعي الذعر منه، وهذا يتحقق بتقليل نسبة الوفيات من المرض.

وشددت على أن هذا الطموح يمكن أن يتحقق خلال الـ50 سنة قادمة، خصوصا مع التطور العلمي.

سوريا.. الإنسانية أهم

وعن بلدها الأم، ذكرت الطبيبة السورية، وهي ابنة المعارض محيي الدين اللاذقاني، أن الإنسانية لا تعرف حدوداً، مؤكدة أنها سورية المولد قضت طفولتها في الإمارات التي لها مكانة لا تنسى في حياتها، ثم انتقلت إلى بريطانيا التي قدمت لها كل الدعم وما زالت كذلك، ثم تنقلت بينها وبين أميركا التي نجحت فيها، لهذا لفتت إلى أن الحروب أغبى ما يحدث على هذا الكوكب، وقد تعالى عنها العلم.

كما شددت على أن كل ما تريده هو مساعدة الناس في أي مكان لكسر حاجز الخوف من المرض متخطية الحدود حتى إلى سوريا.

لتختم حديثها قائلة: “أنا إنسان.. أحمل مسؤولية تجاه البشرية أجمع وأعمل بتركيز لمساعدة الإنسانية فقط، وعلى الجميع فهم هذه النقطة جيداً”.

أكبر قاعدة بيانات عامة للسرطان في العالم

يشار إلى أن الطبيبة بيسان اللاذقاني كانت حظيت طوال حياتها المهنية بدعم اكتشافاتها من قبل مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، وهي أكبر مؤسسة خيرية في العالم في هذا المجال.

كما تعتبر من الرواد الأهم حيث صممت قاعدة بيانات، هي أكبر قاعدة بيانات عامة للسرطان في العالم.

كذلك أكدت على ثقتها في إمكانية تغيير مجرى علاج سرطان الرحم خلال الـ15 سنة المقبلة، وتدعو إلى التفاؤل والاستثمار الجاد في البحث العلمي.

أما سرطان الرحم، فهو السرطان الأكثر شيوعاً من أنواع السرطان التي تصيب الأعضاء التناسلية للإناث، ويعد رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء عموماً، بعد سرطان الثدي، وسرطان الرئة، وسرطان القولون والمستقيم.

زر الذهاب إلى الأعلى