أبرز المواددولي

رويترز تكشف كواليس تحرك سوريا تجاه عناصر فاجنر خلال تمرد بريجوجين

المناطق_متابعات

ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن السلطات في سوريا والقادة العسكريون الروس المتمركزون هناك اتخذوا مجموعة من التدابير والإجراءات السريعة ضد أفراد مجموعة فاجنر شبه العسكرية الروسية الخاصة المنتشرين في سوريا لمنع اتساع نطاق التمرد، بينما كان عناصر المجموعة في طريقهم نحو موسكو نهاية الشهر الماضي.

ولم تعلق دمشق علنا على تمرد فاجنر يومي 23 و24 يونيو، حين أمر قائد المجموعة يفجيني بريجوجين قواته التي كانت تقاتل لصالح روسيا في أوكرانيا بالزحف نحو موسكو، قبل أن تتوسط بيلاروسيا في اتفاق أدى إلى تراجعهم.

وقالت المصادر لـ”رويترز” إن حملة القمع، التي لم ترد عنها أي تقارير من قبل شملت قطع خطوط الاتصال الهاتفي، واستدعاء نحو 10 من قادة فاجنر إلى قاعدة عسكرية روسية، وإصدار أوامر لمقاتلي المجموعة بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو مغادرة سوريا على الفور.

ومن بين المصادر التي كشفت النقاب عن هذه الأحداث مسئولون أمنيون سوريون ومصادر متمركزة بالقرب من القوات الروسية المنتشرة في سوريا ومسئولون إقليميون، وطلبت المصادر عدم نشر أسمائها؛ نظراً لحساسية المعلومات العسكرية.

ولم ترد الحكومة السورية أو وزارة الدفاع الروسية أو فاجنر في روسيا على طلبات الوكالة للتعليق.

وقال ضابط كبير في الحرس الجمهوري السوري ومصدر سوري مطلع على التطورات إن مسئولين في المخابرات والجيش السوريين عبروا عن قلقهم وهم يراقبون الأحداث من أن يؤثر التمرد على الوجود العسكري الروسي الذي اعتمدوا عليه لفترة طويلة.

وأوضح مصدران سوريان أن عدد مقاتلي فاجنر في سوريا صغير نسبيا؛ إذ يتراوح بين 250 و450 فردا، أو ما يقرب من عُشر القوة العسكرية الروسية التي يعتقد أنها موجودة في سوريا. ولا توجد أرقام رسمية لتلك القوات، وتختلف الأعداد بمرور الوقت.

وقال مصدر عسكري إقليمي مقرب من دمشق ومصدرين سوريين مطلعين على الأحداث، إنه عقب إعلان بريجوجين عن تحركه، أُرسلت مجموعة من الضباط العسكريين الروس على وجه السرعة إلى سوريا للمساعدة في السيطرة على قوات فاجنر هناك، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وأفادت المصادر الثلاثة بأن المخابرات العسكرية السورية قطعت خطوط الهواتف الأرضية والإنترنت مساء الجمعة 23 يونيو من المناطق التي تنتشر فيها قوات فاجنر الروسية؛ لمنع المقاتلين من التواصل سواء مع بعضهم البعض أو مع فاجنر في روسيا أو حتى مع أقاربهم في بلدهم.

وبحلول صباح السبت 24 يونيو، كان مسئولون في المخابرات العسكرية السورية ووزارة الدفاع الروسية ينسقون عن كثب لعزل عناصر فاجنر والسيطرة عليهم، بحسب الضابط الكبير في الحرس الجمهوري ومصدر أمني سوري ومصدرين سوريين مطلعين على التطورات.

واستدعي نحو 10 من العناصر القيادية في فاجنر، كانوا منتشرين في محافظة حمص بوسط سوريا ومناطق أخرى، إلى قاعدة حميميم الروسية بمحافظة اللاذقية في غرب البلاد، بحسب الضابط بالحرس الجمهوري ومصدر سوري مطلع على التطورات. وقال الضابط إن هذا حدث في الساعات الأولى من التمرد.

وقال مصدر مطلع على عمليات نشر مقاتلي فاجنر ومصدران آخران على علم بالأحداث، إنه بحلول 24 يونيو، طُلب من مقاتلي فاجنر في سوريا توقيع عقود جديدة يقدمون بموجبها تقاريرهم مباشرة لوزارة الدفاع الروسية، مشيرين إلى تخفيض أجورهم أيضًا.

وأفاد مصدران من الثلاثة بأن من رفضوا هذه الشروط جرى ترحيلهم جوا على متن طائرات إليوشن الروسية في الأيام التالية.

وقال أحد المصادر إن عددهم بلغ “العشرات”، وهو ما أثار دهشة مسئولين سوريين توقعوا أن يرفض المزيد منهم الشروط ويختاروا الذهاب إلى المنفى.

وأظهرت بيانات تتبع رحلات الطيران من موقع (فلايت رادار 24) أنه بين 25 و27 يونيو قامت طائرة إليوشن روسية بثلاث رحلات على الأقل بين محافظة اللاذقية ومدينة باماكو عاصمة مالي الواقعة في غرب أفريقيا حيث تنشط فاجنر أيضا.

ولم يتسن لـ”رويترز” التحقق مما إذا كان مقاتلون من فاجنر كانوا على متن هذه الرحلات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى