أبرز المواديكتبون

زيارة بايدن القادمة للسعودية.. وما قد تحمله في طياتها

د.سعود ثامر الحارثي*

عندما أعلن الديوان الملكي دعوة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله للرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارة المملكة، والتي أعلن فيها البيت الأبيض بأنها ستكون في منتصف شهر يوليو، نرى العالم كله يترقب هذه الزيارة وخاصة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية التي تعصف بالعالم، ومصادفتها لاجتماع دولي وقمة عربية ستعقدان في الرياض.

فلو افترضنا أن زيارة الرئيس الأمريكي تتعلق بالأحداث السياسية الحالية ومن أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية فقد نكون على صواب أو خطأ، لأن هذه الحرب قد أحدثت فجوة ما بين الشرق والغرب بسبب الحيادية وعدم الانحياز لأي من طرفي الحرب أو أي من حلفائها، وأيضا ما أثار الدهشة هي تلك التعليقات من الشعوب على منصات التواصل الاجتماعي على هذه الحرب والتي تميل في غالبيتها إلى التمني بالانتصار الروسي لتنتهي بذلك الهيمنة الغربية، مما جعل الرئيس بايدن يسعى لمحاولة إعادة العلاقة بالشرق الأوسط وعلى رأسها المملكة خوفاً من تغيير قاعدة العلاقات باتجاهها للشرق الأدنى.

أما لو كانت الزيارة بسبب النفط وزيادة إنتاجه فقد نكون على صواب وذلك لما وصلت إليه أسعار النفط لمستويات لم يصل لها في أي عهد من الحكومات الأمريكية السابقة لتحدث ضرراً كبيراً في الاقتصاد الأمريكي، ولكن هل تتم زيادة الإنتاج من النفط؟ لكون المملكة عضواً في مجموعة أوبك بلس والتي رفضت سابقاً زيادة إمدادات النفط لتمسكها ببرنامج وخطط تدريجية في الإنتاج الذي توقف بسبب جائحة كورنا، وكذلك الرفض والاستجابة لواشنطن بالرغم من كل الإغراءات الأمريكية في سبيل زيادة الإنتاج، ليصبح هدف بايدن الرئيسي هو النفط.

هذه الزيارة هي الأولى للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط بِدءاً بالمملكة العربية السعودية، ولما لهذه الزيارة من أهمية كبيرة كما سلف سابقاً بترقبها العالم سواء المحب منهم والكاره كأن يُمنّي نفسه يوماً بتوسيع الخلاف ما بين الرياض وواشنطن منذ انتخاب الرئيس بايدن حتى الآن.

ولكن هل أتت هذه الزيارة بقناعة أم كانت للضرورة؟

 

فلو كانت هذه الزيارة قبل الأحداث الحالية من الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة النفط لكانت إيجابية في انطباعها (أي أنها كانت بقناعة)، لكنها حالياً بعد هذه الأحداث أعطت انطباعاً عن نهج بايدن السياسي السابق الذي قد تغير حالياً مع دول محور الاعتدال وخاصة المملكة العربية السعودية لما تحتفظ به من التوازن السياسي ما بين الشرق والغرب، ولما لها من دور كبير في حل أزمة النفط الحالية، وتعاونها الدائم مع الحكومات الأمريكية السابقة والحالية في الحفاظ على أمن منطقة الشرق الأوسط لتكون هذه الزيارة أقرب منها للاضطرار.

هذه الزيارة من المؤكد سيتخللها التوقيع على اتفاقيات تمت مناقشتها من خلال زيارات سابقة ما بين الجانب الأمريكي والسعودي في مجال الأمن القومي للمنطقة وفي مجال الطاقة، لتحافظ بذلك على الشراكة السعودية الأمريكية من الانهيار لأنها تقوم على أسس ثابتة مع الزمن متطورة في العلاقات المختلفة بما يخدم مصالحها، لترحب المملكة العربية السعودية بهذه الزيارة، وكما قال عنها صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل في مقاله الأخير: إذا نزل الرئيس بايدن على الأراضي السعودية، سيحصل على كل التكريمات المستحقة التي منحت لغيره من الرؤساء الأمريكيين السابقين، لذلك نقول أهلا وسهلاً سيادة الرئيس.

زر الذهاب إلى الأعلى