أبرز المواددولي

شواطئ درنة تلفظ أعداداً هائلة من الجثث.. والأمم المتحدة تطالب بتوحيد المؤسسات

المناطق_وكالات

أكد رئيس فريق إنقاذ لإعلام ليبي، الأحد، أن “عددا هائلا من الجثث منتشر على شواطئ درنة، أغلبها متحللة ومنتفخة”.

وقال رئيس فريق الإنقاذ لتلفزيون “ليبيا الأحرار” إن “ارتفاع الأمواج يعرقل جهود الإنقاذ، ونحتاج لمتخصصين في انتشال الجثث”.

ومن جانبه، أفاد قال المبعوث الأممي لليبيا عبد الله باتيلي، الأحد، أنه أكد لرئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ضرورة توحيد المؤسسات الوطنية لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد وفق “العربية”.

وقدم باتيلي تعازيه بالنيابة عن الأمم المتحدة في كارثة السيول والفيضانات في درنة.

وذكر باتيلي بحسابه الرسمي على منصة إكس (تويتر سابقا) أنه أبلغ المنفي بضرورة “تكثيف وتنسيق جهود الإغاثة وضرورة مراعاة الشفافية والمساءلة في استخدام الموارد أثناء إعادة الإعمار”.

وأضاف المبعوث: “أقترح إنشاء آلية شاملة للإشراف على جهود التعافي والإعمار وتحديد الأولويات وضمان المساءلة”.

ومن جهة أخرى، ذكرت منصة “فواصل الليبية”، اليوم الأحد، أن 7 أشخاص لقوا حتفهم، وأصيب 6 آخرون في انقلاب واحتراق حافلة كانت تقل “فريق أمن يونانيا” بينما كانت في طريقها إلى درنة.

وأضافت “فواصل” أن الفريق كان بين منطقتي قندولة وسلنطة بالجبل الأخضر عندما اندلع حريق بالحافلة، مؤكدة أن المصابين الستة في حالة حرجة.

وتدفق على درنة منقذون وعمال إنقاذ من دول شتى للمساعدة في تخفيف الكارثة الإنسانية في درنة وما حولها من مناطق تضررت بفعل الإعصار.

وإلى ذلك، عقد قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر اجتماعا مع رئيس الأركان عبدالرازق الناظوري لتوفير “كل ما يلزم” لتسهيل عمل الفرق المحلية والدولية في مدن شرق ليبيا التي تضررت من الإعصار “دانيال” وما تبعه من سيول جارفة.

وذكرت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي في بيان، أن الاجتماع ضم أيضا مدير مكتب القائد العام والأمين العام للقيادة العامة ورئيس أركان الوحدات الأمنية.

وأضاف البيان أن الاجتماع يأتي ضمن سلسلة الاجتماعات المتعلقة بتداعيات الإعصار المدمر لمتابعة تطورات عمليات البحث والإنقاذ.

كما نقلت منصة “حكومتنا” التابعة لحكومة الوحدة الليبية عن الشركة القابضة للاتصالات تأكيدها اليوم الأحد عودة 94% من خدمات الاتصالات للمناطق المنكوبة جراء الإعصار دانيال وما تبعه من سيول وفيضانات في شرق ليبيا.

وأضافت: “حكومتنا” عبر منصة إكس (تويتر سابقا) أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وجه خلال اجتماع مع مسؤولين بالكهرباء والاتصالات بضرورة إنجاز كافة الأعمال الضرورية خلال 72 ساعة لضمان عودة الكهرباء إلى درنة والمساهمة في عمل باقي الفرق واللجان الميدانية”.

هذا ويتضاءل الأمل في العثور على أحياء بين آلاف المفقودين، الأحد، بعد أيام على الكارثة التي ضربت ليبيا، فيما يتواصل تدفق المساعدات لدعم الناجين من الفيضانات في مدينة درنة.

وفي المناطق المحيطة التي شهدت سنوات من النزاعات المسلحة، حذرت الأمم المتحدة من مخاطر الألغام الأرضية التي جرفتها مياه الفيضانات من مكان إلى آخر وتهدد المدنيين الذين يتنقلون سيرا على الأقدام.

وحذرت منظمات إغاثة من المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة التي قالت الأمم المتحدة إن بعضها جرفته المياه والسيول إلى مواقع أخرى سبق أن جرى إعلانها خالية من الألغام.

ورغم أن المتفجرات في ليبيا تعود إلى الحرب العالمية الثانية، لكن معظم المتفجرات خلفها الصراع الأهلي منذ عام 2011. ومع ضعف الجهود الحكومية لنزع الألغام في مناطق الصراع، بسبب الانقسامات السياسية المتلاحقة، قتل وجرح نحو 3457 شخصا من الألغام الأرضية ومخلفات الأسلحة المتفجرة بين عامي 2011 و2021، وفق المرصد الدولي للألغام الأرضية والذخائر العنقودية.

هذا وتسببت كارثة الفيضانات بنزوح 40 ألف شخص في شمال شرقي ليبيا، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة التي حذرت من أن العدد يُرجح أن يكون أعلى بالنظر إلى صعوبة الوصول للمناطق الأكثر تضررا.

وأكد تقرير للأمم المتحدة، نُشر اليوم الأحد، أن حصيلة الضحايا في درنة وحدها ارتفعت إلى 11,300 قتيل. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نقلا عن الهلال الأحمر الليبي أن 10,100 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين في المدينة المنكوبة.

ولفت التقرير إلى أن “هذه الأرقام من المتوقع أن ترتفع مع عمل طواقم البحث والإنقاذ بدأب للعثور على ناجين”.

وشاهد مسعفون مالطيون يساعدون الليبيين في عمليات البحث في البحر، مئات الجثث في خليج، على ما أفادت صحيفة “تايم أوف مالطا”، من دون أن تحدد الموقع بدقة.

وصرح رئيس الفريق المالطي ناتالينو بيزينا للصحيفة “كان هناك على الأرجح 400، لكن من الصعب القول بصورة دقيقة”. وأوضح أنه كان من الصعب الوصول إلى الخليج بسبب رياح قوية، لكنه أكد أن فريقه تمكن من المساعدة في انتشال عشرات الجثث.

من جهته أفاد فريق إغاثة ليبي أن عناصره شاهدوا “ربما 600 جثة” في البحر قبالة منطقة أم البريقة على مسافة حوالي عشرين كلم من درنة، وفق مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بدون أن يحدد إن كانت هذه الجثث ذاتها التي عثر عليها المسعفون المالطيون.

وأفادت حكومة شرق ليبيا بأن مسعفا مالطيا توفي الجمعة خلال مشاركته في عملية انتشال جثة أحد الضحايا.
وإزاء جسامة الكارثة، تبقى التعبئة الدولية قوية.

وتحدثت مانويل كارتون المنسقة الطبية لفريق من منظمة “أطباء بلا حدود” وصل قبل يومين إلى درنة، عن وضع “فوضويّ” يحول دون حسن سير عملية إحصاء الضحايا والتعرف على هوياتهم.

لكن الوضع السياسي وحالة الانقسام بين المؤسسات تعيق عمليات الإغاثة.

فليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرًا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب.

وكانت العاصفة دانيال ضربت ليل الأحد الماضي شرق ليبيا مصحوبة بأمطار غزيرة فتسبّبت بانهيار سدّين ما أدى إلى فيضان النهر، الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه بحجم تسونامي جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق وموقعة آلاف القتلى.

وتركت المياه خلفها مشاهد خراب وتبدو أجزاء كبيرة من المدينة من جانبي النهر وكأن زلزالا قويا ضربها، حيث ظهرت مبان كاملة جرفتها المياه وأخرى نصف مدمرة وسيارات تحطمت على الجدران.

وبعد فتح تحقيق في ظروف الكارثة، أكد النائب العام الليبي الصدّيق الصور أن السدّين اللذين انهارا كانا يظهران تشقّقات منذ 1998. غير أن الأشغال التي باشرتها شركة تركية في 2010 بعد سنوات من التأخير علقت بعد بضعة أشهر إثر ثورة 2011 ولم تستأنف منذ ذلك الحين.

زر الذهاب إلى الأعلى