أبرز الموادأهم الاخبارتقارير

علي النعيمي.. من طفل بدوي إلى صانع قرار بقطاع النفط العالمي

من طفل بدوي لم تعرف قدماه النعل، ورحالة وراعي غنم، إلى صانع قرار على صعيد النفط العالمي، وشخصية مؤثرة في منظمة “أوبك” والعالم.. تبدو تلك القصة خيالية من وحي المؤلفين، لكن في الواقع هي قصة حقيقية جسدها بطلها لا يزال بيينا الآن، ينعم بالحياة ليلهم الناشئة الإصرار والتحدي، ويعلمهم كيف المثابرة وراء الأحلام تؤتي ثمارها بالأخير.

 

حين بلغ علي النعيمي، المستشار في الديوان الملكي ووزير البترول والثروة المعدنية ورئيس شركة “أرامكو” السابق، سن الثانية عشر عمل في شركة “أرامكو”، ليتقاضى 90 ريالا، في وقت كان يمثل فيه الطفل الصغير العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة أخيه بالمرض، وإصابة والده أيضاً بالمرض.

 

ولأن الحياة ليست عادلة بما يكفي، طرد النعيمي من العمل بعد 9 أشهر، ليس لخطأ اقترفه أو جريمة ارتكبها، بل لأن وزارة العمل أصدرت أنظمة جديدة، نصت على ألا يعمل في شركة “أرامكو” من هم دون الـ18 عاما، ليجد الطفل الصغير حلمه على المحك، وأسرته قد تواجه صعوبات أشد.

 

 

حاول علي النعيمي، إثناء مسئولي الشركة عن طرده بحجة أنه تعدى الـ18 عاما، وأن سبب عدم نبت الشارب واللحية لديه، يعود بالأخير إلى عامل وراثي، وليس لأنه صغير، لكن باءت محاولاته بالفشل، قبل أن ينتقل للعمل في شركة أخرى، وجري طرده منها أيضا، وهكذا ظلت أمواج الحياة تلاطمه حتى أنه في غضون 4 شهور جرى طرده من 4 وظائف.

 

يحكي النعيمي عن تلك الفترة فيقول: “عندما أعفيت من شركه أرامكو، عملت مراقب عمّال، وطردت من العمل، وبعدها اتجهت للعمل لدى الجيش الأميركي، وطردت أيضا”.

 

لم ييأس النعيمي ولم تتوقف محاولاته عن إيجاد عمل يكون مصدر دخله ودخل أسرته، حتى أنه عاد إلى شركة “أرامكو” مجدداً، بعدها بسنوات، ليس هذا وحسب بل توجّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليكمل دراسته الجامعية، وحين عاد ضحكت له الدنيا أخيرا، وسنحت له فرصة أفضل للعمل في وزارة الزراعة، بضعف الراتب الذي يتقاضاه في “أرامكو”، غير أنه لم يلبث أن تركها بعد ثلاثة أيام فقط.

 

يقول النعيمي: “تلقيت خبر تعييني وزيرا للبترول والثروة المعدنية من إبراهيم العنقري وأنا في ألاسكا بأميركا أصطاد السمك، فيما لم أعلم بتعييني رئيسا للشركة. وبدأت أولى خطواتي رئيسا للشركة بتنمية البشر واستقطاب خبراء في البترول”.

ربما تكون هناك قصص كفاح ومثابرة مماثلة لقصة النعيمي، لكن بالتأكيد لن تكون بهذه التفاصيل، وبهذه المدة التي تجاوزت الـ 70 عاما، ويكفي أن تعرف أنه حين سئل في بداية عمله في “أرامكو”: ماذا تريد أن تصبح، أجاب بلا تردد أو خوف: “رئيسا للشركة”.

زر الذهاب إلى الأعلى