لعل المتابع للمشهد الإيراني خصوصا في هذه الأيام يجد بأن المشاكل الداخلية خصوصا بين الاحزاب بدأت تظهر للعلن وكذلك تتناقلها وسائل الاعلام المحسوبة على التيارين ، ولعل الغريب في الأمر هو ان هذا البلد يعيش منذ 5 أيام استقبال الراغبين في تسجيل اسمائهم للانتخابات الرئاسية في دورتها الـ 12 ، حيث فتحت مراكز الاستقبال يوم الثلاثاء الموافق الـ 11 من شهر ابريل واغلت مساء أمس الجمعة الموافق 15 من الشهر الجاري ، مسجلة أكثر من 1636 مرشحا قدموا اسمائهم لخوض الانتخابات الرئاسية والتي سوف تعلن اسماء المرشحين بعد دراستها ومناقشة اهليتها من قبل مجلس صيانة الدستور وذلك بدأ من يوم الأحد الموافق 16 ابريل وحتى الـ 25 من الشهر نفسه وستقوم وزارة الداخلية بإعلان أسماء المرشحين يوم الـ 26 – 27 ابريل 2017م .
ولعل المضحك والمستغرب والغريب ايضا في هذه الانتخابات هو قبول بعض المرشحين وتكبدهم عناء السفر وقطع المسافات لتسجيل اسمائهم وتسجيل حضورهم امام الكاميرات.
نماذج كثيرة رصدتها عدسات كاميرات الإعلام في الانتخابات الإيرانية والتي أثارت غضب عددا من المسؤولين فقد صرح المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري انتقاده لبعض المتقدمين بطلبات الترشح في الانتخابات وأمر بتشكيل لجنة عاجلة لمتابعتها ، أما أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور فذكر بأن الكثير من الأسماء المسجلة في الانتخابات هي ليست مؤهلة وسيتم رفضها ، وأوضح عباس كدخدايي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور بأن ما حدث خلال فترة تسجيل اسماء المرشحين شيئا محزن ومسيئ لإيران حسب وصفه وأنه سيعملون على إعادة النظر في قوانين الانتخابات للحد من هذه الأعمال مستقبلا.
ورأى مراقبون للشأن الإيراني انا ما يحدث في الانتخابات الإيرانية هو دليل على حقيقة مرض المرشد الإيراني على خامنئي ما جعل النظام والحرس الثوري يصرفون النظر عن متابعة الانتخابات وما حدث فيها والانشغال فيما هو أهم صحة المرشد واستمرار نظام ولاية الفقيه في ظل الوضع الداخلي والخارجي التي تعيشه ايران حاليا من عزلة دولية وفرض عقوبات خصوصا بعد وصول الرئيس الامريكي ترمب ، وكذلك الفشل في سوريا والعراق واليمن ولبنان ، وأكد المراقبون أن مع هذه الانتخابات ربما تعود احداث 2009 وينتفض الشارع الإيراني للتخلص من هذا النظام .