ثقافة وفنونمنطقة عسير

فنانان: بيوت عسير القديمة ملهمتنا بزخارها ونقوشها الباعثة للفرح والسرور والحياة

أجمع مشاركون في اليوم الختامي لفعالية مشروع “عسير حلة العمران” الذي أقيم بقرية العكاس التراثية بمدينة أبها بتنظيم من الهيئة العامة للسياحة والآثار وجامعة دار الحكمة، على أن قرى عسير والجنوب وبيئتها ملهمة لجميع الفنون، لما تحتويه بيوتها القديمة من زخارف ونقوش وألوان ورسومات بيوتها باعثة للفرح السرور والحياة.

كما شهد اليوم الختامي للفعالية عرضان لفن القط العسيري وتجربة قرية رجال بمحافظة رجال ألمع على التراث العمراني.

البشري: قرى عسير والجنوب ملهمتي

أكد مصمم الأزياء العالمي يحيى البشري في ورقة عمله الموجزة أنه استمد تصاميمه من عسير خاصة وقرى الجنوب عامة، معتبرا أن بيئته التي خرج منها بمثابة الملهمة لكل أعماله التي نجح فيها وتحدث عنها بفخر في كل أنحاء العالم، سواء الزخارف أو النقوش أو الألوان التي تتفرد بها، واشتهر القدماء بفنها وكيفية حفظها.

وأشار البشري إلى أن الرجال في عسير سابقا هم من يصممون للنساء أزيائهم، ما مكنه من أن يصل كأول عربي في أسبوع الموضة العالمي، ويتولى أعمال أزياء الجنادرية على مدى ١٢ عاما ويصول ويجول في بلدان العالم بتصاميمه الفريدة.

حماس: بيوتنا ربت فينا الفن

اتفق الفنان المعروف عبدالله حماس في ورقة عمله مع ما ذهب إليه البشري بأن عسير هي ملهمة لكل فنان، وأنه منحاز لها، معيدا ذلك إلى البيوت القديمة التي كان بداخلها الألوان والرسومات الجميلة التي تبعث بالفرح والسرور والحياة.

وكشف حماس عن أنه طرح فكرة لوزير التعليم سابقا الأمير فيصل بن عبدالله بأن يختار ٥ فنانين، يتبنى كل واحد منهم بيئته.

وتحدث عن بداياته منذ تخرجه من معهد التربية الفنية، حينما كان يتمنى أن يشتري أي شخص أي لوحة منه ولو بـ ١٥٠ ريال، حتى باتت لوحاته الآن يضاف لها أصفار عدة في خانة اليمين، معرجا لمشاركاته في سائر دول العالم، وجدارياته القديمة في أبها، وعشقه لتنفيذ الجداريات الكبيرة واستعداده لتغطيتها أيا كان حجمها على الرغم من قصر قامته.

مغاوي: فيلمان للقط وتجربة رجال ألمع في الحفاظ على التراث العمراني

عرض الأديب والمؤرخ وخبير التراث العسيري على مغاوي فيلمان حول القط العسيري وتجربة رجال ألمع في الحفاظ على التراث العمراني.

وفيما يتعلق بالقط العسيري، قال “إنه شاملا لفن القط من ظهران ونهاية بالمجاردة، بداية من محافظة بيشة الذي لم نجد شيء منه وقالوا أنه اندثر، وحتى الجهة الشمالية الغربية وهي محافظة محايل عسير، وقد تأكدت أنه مع اختلاف الأماكن والروح، لكنها تشترك في بعض العوامل التي تمثل القط، خاصة المثلثات والحظية والختام، وتختلف في المسميات فقط؛ مشيرا على سبيل المثال إلى أن قبائل قحطان تختلف عن نظيرتها في عسير (ابتدءا من أبها وإلى رجال ألمع.. الجبل والوادي) بأن عسير أكثر دقة، وقحطان أوسع في الأولوان”.

واستعرض مغاوي فكرته التي لم توفق مع زوجته المدربة والمنتجة في هذا المجال فاطمة فايع بإيجاد جمعية لحفظ وحماية القط بجانب تصاميم الأزياء النسائية التقليدية بالمنطقة، كاشفا في الوقت ذاته عن قرب صدور كتاب تفصيلي لهذا الفن، تبقى له الإخراج والتوثيق.

أما عن الفيلم الآخر المتمثل في تجربة رجال ألمع في الحفاظ على التراث العمراني، فقال “إنه جاء بفكرة وقناعة بحصولي على دعم من جهة حكومية، فكان متمثلا في وعي بلدية المحافظة الذي يمكن أن يقف وراء نجاحات كثيرة، يحكي عن تدرج التفاصيل الصغيرة في التجربة،، فهناك من يقال عنهم خبراء في ترميم التراث العمراني بالحجر والطين نظريا ويرشحون لتولي أعمال كبيرة ويلغون الخبراء الحقيقيين الذين هم أخبر الناس بهذه التفاصيل الدقيقة، مثلما يعملون الجسور على الأودية، وهم ليسوا خبراء في الأودية ومسارب السيول”.

ويضيف “الفيلم وثق من بداية الحجر الأولى في الأساس التي يجب أن تكون دون خلب (الطين المط) – حتى لو حصل تسرب يأتي من تحت هذه الأحجار وهي التفاصيل التي لا ينتبه لها كثيرا ما يقال عنهم الخبراء حسب قوله – “.

ولم يغفل مغاوي الإشارة لأهل العكاس في تقبلهم لفكرة المشروع مشددا على أنها الخطوة الأولى للحفاظ على تراثهم وإعادة تأهيله وتطويره، متمنيا أن تمتد ما أسماه بـ “العدوى” لكل القرى، ومنوها بأن جامعة الحكمة أرادت أن تحول التراث من الإعجاب الشكلي للتراث المكتوب المعنوي ولأن يكون شيء مستوحى وشهي ويعاش.

وختم بقصة جمعته بنائب جماعة العكاس قائلا “بيعته في خشبة من العرعر المسماة معدن الجسور التي تحفظ السقوف.. فكان رده (لو تعطي فيه مليون ريال لن تأخذه).. أشكره على هذا الحرمان لي.. فهو وجماعته خبراء الحب أساتذة في العشق”، مشيرا إلى أن التراث ليس النتيج الحضاري الذي يبث في الناس، ولكن “إن نمكن الأجيال الصغيرة من الإجابة على سؤال ملح: إذا قيل لهم من أنتم مستقبلا.. يقولون نحن من علمنا أبائنا ونستطيع أن نقول لكم من نحن.. أما حال إن لم يستطيعوا الإجابة فقد فشلنا”.

unnamed1 unnamed

زر الذهاب إلى الأعلى