أبرز المواديكتبون

في يوم التأسيس: بمجد الأجداد.. يفخر الأحفاد

لواء ركن م. خالد المرعيد

كانت نجد والجزيرة العربيه عموماً، تعاني الاضطرابات والصراع والحروب بين القبائل والمناطق ، وكانت تلك الحروب تحدث لأسباب وأهداف لاتستحق هذا النزيف من الدماء والهدر الكبير للطاقات والجهود.

كان الأمن المفقود هو العامل الذي أدى لهذه الفوضى وهذا المستوى من التخلف والتشتت والضياع، وعدم وجود نظام دوله يحفظ الحقوق ويطبق الأمن وينظم حياة البشر .

حالة البؤس تلك دعت أصحاب العقول الكبيره للتطلع للخلاص، ومن حسن الطالع لهذه المنطقه ولحظها العظيم، وبتوفيق إلهي، تقدم قائد شجاع صاحب رؤيه مخلصه وعزيمة وحزم، بمبادرة عظيمه لتوحيد البلاد والعباد تحت راية واحدة وكلمة واحدة وقيادة واحدة لتحقيق الأمن والاستقرار بعد عدة قرون من الفوضى والتشتت.

إنه الأمام محمد بن سعود – رحمه الله – الذي قام بتأسيس الدوله السعوديه الاولى في عام 1139- 1727م.
وبهذه المناسبه العظيمه يوم التأسيس الذي هو فخر كبير للأحفاد بماقام به الأجداد من أمجاد؛ أتشرف بأن أرفع التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي النبيل.

وهنا سأُعرّج على جانب مهم ورئيسي قامت به الدوله السعوديه الأولى عند تأسيسها بالأضافه لانجازاتها المهمه الأخرى وهو تحقيق الأمن والاستقرار للمناطق التي كانت تحت سيطرتها؛ فالأمن كما هو معروف ركيزة أساسية للدولة ماضٍ وحاضرٍ ومستقبل .

والأمن بكافة أشكاله ذو أهمية كبيرة للأفراد والجماعات والمجتمعات، وهو الغاية التي سعت لها الحضارات والأمم على مر العصور، وتسعى إليها أيضاً المجتمعات والحضارات الإنسانيه المعاصرة، كما أن مختلف الشرائع السماوية حثت على وجود الأمن باعتباره ضماناً لتطور واستمرار المجتمعات.

يعد الأمن من أهم مقومات حياة الأنسان وضرورة أساسيه لكل جهد بشري، والأمن يحقق الهدف من خلافة الإنسان في الأرض ويدعم الإبداع والتقدم، وهو أحد المقومات الأساسية للتنمية والازدهار والارتقاء بكافة المجالات.

ومن يقوم ببسط الأمن هي الدوله الوطنية التي تتمثل بحاكم حازم مهاب، يعطي الأولويه للأمن كونه العمود الرئيسي لبناء الدول المستقرة والمزدهرة وهو ضروره قصوى لأي دولة أو مجتمع منظم.

وماقام به الأمام محمد بن سعود عندما قام بتأسيس الدولة السعودية الأولى من تحقيق للأمن تحت سيادة الدولة كان سبباً في اطمئنان الناس وتألفهم وازدهار التجارة وتأمين السبل والطرق للعابرين والحجاج، بعد أن كانو عرضة للسلب والنهب والخوف على الأرواح والممتلكات وتسلط الأقوياء على الضعفاء في غياب سلطة الدولة.

لقد عاشت المنطقة أسوأ أيامها قبل قيام الدولة السعودية الأولى، ولعدة قرون بعد عهد الخلافة الراشدة ولعدم وجود دولة مركزية تنشر الأمن في أرجاء البلاد، ثم قيض الله هذا التأسيس المبارك لهذه الدوله العظيمه على يد الأمام محمدبن سعود .

إن هذا ماحرصت عليه الدوله السعوديه في كل مراحلها حتى العصر الحالي الزاهر، بتأمين الأمن الداخلي وتأمين الحدود الوطنية من الأعداء والعابثين، فالجانب الأمني التي قامت الدوله السعوديه بترسيخه وتثبيته حاسم ومصيري وأساسي؛ ولابد أن ندرك نحن والأجيال السعودية المتلاحقه، وكل المهتمين بالشأن السعودي أهمية هذا الجانب الذي يلعب دوراً مهماً ورئيساً في تكوين الدول واستمرارها وازدهارها، ويجب عدم اغفاله أو تهميشه على حساب جوانب أخرى.

ومن البديهي أن الأمن لايقوم إلا بوجود قياده وطنية حازمة وهو ماقامت به هذه الدولة العظيمة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها الأول في عام 1727 وحتى اليوم؛ وهذا يؤكد حاجة البلاد والعباد آنذاك لحاكم سياسي ودولة تنشر الأمن أكثر من أي شيئ آخر، ولذلك أيدوا الدولة ومشروعها الوطني..
لذلك عندما نقول: لامساومة على قيادتنا وأمننا ووطننا، فأننا نعني مانقول تماماً.

ولو نظرنا لأحداث التاريخ الماضي ومانشاهده في الوقت الحاضر عندما افتقدت الأوطان قيادتها وأمنها ماذا حصل بها من تفكك وانهيار وفوضى وانعدام للكرامه ولكل مقومات الحياة البشريه السويه!.

في يوم التأسيس نقول : الحمدلله على نعمة الأمن وهذه القيادة الرشيده ، التي تقود البلاد الى مزيدٍ من العزة والكرامة والتطور والازدهار حتى أصبحت بلادنا تتبوأ مركز القياده وتقف في مقدمة دول العشرين الأكبر اقتصاداً بالعالم، ودوله مؤثره عالمياً .

والحمدلله من عزٍ الى عز ومن تقدم الى تقدم نسأل الله العظيم أن يحفظ قيادتنا الرشيده ووطننا العظيم من كيد الكائدين وشر المعتدين..
وكل عام والوطن بألف خير..

زر الذهاب إلى الأعلى