أبرز الموادأهم الاخبارالاقتصاد

قرار عدم تداول صكوك «صح» يجنب الأفراد السعوديين تقلبات الفائدة وخسائر رؤوس الأموال

المناطق_متابعات

في الوقت الذي يتم فيه فتح باب الاكتتاب أمام الأفراد تجاه الصكوك الادخارية خلال الساعات القادمة، تبنت السعودية نهجا جديدا في حماية مواطنيها من مخاطر الاستثمار عندما قررت أن صكوك “صح”، التي باتت حديث المجتمع، لن تكون مؤهلة للتداول في السوق الثانوية في البورصة المحلية، وذلك في خطوة إيجابية تهدف إلى وقاية الأفراد من تقلبات أسعار الفائدة وحماية رؤوس أموالهم من الخسائر.

وأظهرت وحدة التحليل المالي أن معظم الدول التي فتحت المجال لاستثمار الأفراد بالسندات والصكوك تميل نحو إدراج تلك الأوراق المالية في السوق الثانوية. ونظرا لكون الصكوك الادخارية غير متداولة بالبورصة (كونها ستكون مسجلة فقط)، فإن ذلك يعني أن جهة الإصدار السيادية قد قررت حماية الأفراد من خسارة جزء من رأس المال في حال تداول الصكوك دون القيمة الاسمية وفقا لـ “الاقتصادية” .

وتبدأ فترة اكتتاب الأفراد بالصكوك الادخارية من الأحد إلى الثلاثاء هذا الأسبوع، على أن يكون التخصيص الثلاثاء من الأسبوع الذي يليه. ويتم الاكتتاب عبر القنوات الرقمية للبنوك المشاركة في الطرح.

أعلى عائد
في وقت ينتظر أن يتم الكشف الرسمي عن العائد المتوقع خلال ساعات العمل الأولى ليوم الأحد، فقد أظهر تحليل الصحيفة أنه لم يحدث في تاريخ برنامج الصكوك، الذي بدء من 2017، أن تم طرح صكوك حكومية بمزاد شهري بعائد فوق 5.31% على الإطلاق. وشهد أكتوبر الماضي وصول العائد حتى تاريخ الاستحقاق إلى 5.30%، فيما بلغ العائد في نوفمبر 2023، 5.08%، ثم عاود العائد الصعود إلى 5.14% مع الصكوك التي تم طرحها في يناير من هذا العام.

يذكر أن الصكوك التي تجاوز عائدها 5% قد وصل أجل استحقاقها إلى أكثر من ستة أعوام مقارنة مع صكوك “صح” الادخارية ذات أجل 12 شهرا.

أثر الفائدة على الصكوك
معلوم أن النوع الآخر من “الصكوك الحكومية”، المفتوحة للمستثمرين المؤسسيين، قد جرى تداولها العام الماضي دون قيمتها الاسمية، الأمر الذي دفع بعض المستثمرين إلى بيع تلك الأوراق المالية بدافع الحاجة للسيولة، غير أن صكوك “صح” الادخارية تضمن عدم تسجيل خسائر في رأس المال المستثمر.

فللعام الثاني على التوالي يظهر تأثير ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية على محافظ المستثمرين في السعودية. فبيانات القيمة الاسمية المتداولة للسندات والصكوك في السوق تظهر أن الصفقات لكامل 2023 قد تم تنفيذها بخصم يصل إلى 6.4% عن القيمة الاسمية. غير أن تلك الخسائر المحاسبية لن تتحقق فعليا، وذلك في حال الاحتفاظ بتلك الأوراق المالية إلى تاريخ موعد الاستحقاق بحكم أن جهة الإصدار ستسدد كامل مبلغ رأس المال (مع الاستفادة أثناء ذلك بالتوزيعات الدورية).

ولا تستفيد سوق الدين كثيرا من ارتفاع أسعار النفط مقارنة بالأسهم، وذلك بسبب حساسية تحركات العائد للسندات الأمريكية.

وأسهم الارتفاع القياسي لعوائد الخزانة الأمريكية في بعض فترات العام الماضي في مفاجأة المتداولين ببورصة الدين المحلية وسط رؤية بعض الصكوك الحكومية المدرجة تتداول دون قيمتها الاسمية، حيث تتأثر عوائد الإصدارات الحكومية للسعودية بما يجري مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، نظرا لوجود “علاقة عكسية” بين أسعار السندات والعائد.

زر الذهاب إلى الأعلى