مشكلتنا مع الرمز محمد عبده أننا لا نعرف كيف نبدأ في التعليق على “صوته – تاريخه – عطاءاته”، هذه الأسباب والعملاقة التي تجذرت في أعماق الأغنية العربية منذ أكثر من ستّة عقود، جعلت منا أن لا نوفيه حقه في الحديث عنه، هذه الحقيقة التي نفاخر فيه ولا نختلف عليه.
فالأمم تقاس بحضاراتها المتعددة وبينها الفن وهو الذي يجعلنا نتفاخر أكثر، حيث يأتي الفن كرسالة عظيمة معبرة عن ثقافة البلدان، ولأن محمد عبده “اليوم” على رأس الفن السعودي، فإنه يعد أحد أهم معالمنا الفنية التي يشار لها بالبنان، وفنان العرب حالة فنية خاصة يقف عندها المتلقي بتأمل إزاء جملة من التساؤلات المهمة، كيف نجح في غناء هذه الكمية الهائلة من الأعمال الغنائية الضخمة بهذه البراعة.
لماذا اختار معالي المستشار تركي آل الشيخ، محمد عبده تحديداً لتوثيق تاريخه بتقنية “هولو جرام”؟ سؤال مهم تختزل الاجابة عليه حجم التاريخ العظيم لهذا العملاق!، فطيلة نصف قرن ومحمد عبده يثير الإعجاب بمئات الأعمال التي قدمها وما زال، حتى بات هرماً فنياً سعودياً ضخماً، وأصبح علامة حضارية وأيقونة بارزة، تُذكر مع كل استشهاد بثقافة المملكة وفنونها!
وفي إطار دعم الفن السعودي وخطة المملكة العربية لتطوير عالم صناعة الترفيه، جاءت مبادرة رئيس الهيئة العامة السعودية للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، خلال حفل توزيع جوائز “صنّاع الترفيه” قبل أكثر من علم، بتعاقد الهيئة مع فنان العرب النجم محمد عبده، من أجل تصوير 100 أغنية بتقنية الهولوغرام، لتضيف لهذا الهرم تميزا استثنائيا يليق به.
وبهذا التعاقد الكبير، يكون فنان العرب هو أول فنان في العالم يُنتج له 100 أغنية بهذه التقنية الحديثة نسبياً، وهو ما يستحقه فنان كبير في حجم محمد عبده تقديراً لعظمة أغانيه وضخامة جمهوره..
محمد عبده حالة فريدة وشعبية طاغية حتى في ظروف الجائحة، إذ خطف الأضواء في ظهوره على منصات “البث المباشر” فاق عدد المشاهدين في أحدها 151 ألف مشاهدة محطِّمًا رقم “تايلور سويفت” بحسب مصادر متعددة، وظل الترند الأول عربيّا وعالميّا بعد سهرة فنية أعدَّتها وزارة الثقافة السعودية قبل عام.
وتزعم الترند العالمي في ظهوره في تطبيق “شاهد” بالشراكة مع روتانا خلال حفلات الهيئة العامة للترفيه، وكذلك أخيراً في اللقاء الذي حل فيه على منصة “ضيف بدر” وحقق عبر البث المباشر في الإنستغرام حضوراً مذهلاً.
موعودون بتوثيق مهم وغير مسبوق لفنان عظيم، ولحقبة فنية سعودية عظيمة بصوت فنان العرب
*كاتب سعودي
نقلاً عن: alriyadh.com