أبرز الموادمنطقة الرياض

لمحة عن مكانة “الدرعية” عاصمة الدولة السعودية الأولى

المناطق_الرياض

قال المحامي والباحث التاريخي منصور بن مروي أن العاصمة السعودية الأولى تحظى بمكانة جغرافية وتاريخة واقتصادية وسياسية مختلفة.

وأضاف “ابن مروي” وهو الباحث والمهتم بالتاريخ؛ أنه من المهم ونحن نعيش أول احتفال وطني بيوم العلم؛ فلابد من الحديث عن الدرعية و مكانتها السياسية والتاريخية والاجتماعية المهمة..

أًولاً / التميز الجغرافي والاجتماعي:

أ – عراقة تاريخها حيث تأسست عام 850هـ على يد الأمير: مانع المريدي؛ و تعاقب على حكمها أربعة عشر أميراً، قبل قيام الإمام: محمد بن سعود، بتأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / ١٧٢٧م.

ب – رسوخها على طريق قوافل الحجاج حيث قدمت الحماية لهم، ومن شواهد ذلك وثيقة عثمانية بتاريخ 28 من رجب981هـ في وقت الأمير إبراهيم بن موسى حاكم قلعة الدرعية.

فأصبحت وجهة لاستقطاب واستقرار من يفد إليها، ومن ذلك أن أحد رجال الدين من جهة اليمن؛ استوطنها وقابله فيها محمد الأحسائي في عودته من رحلة حجه عام 877هـ حين أقام فيها الأحسائي؛ وكل ذلك دلالة مدنيتها واستيعابها لأطياف متنوعة، و مؤشرُ استقرارها وشهرتها، ولربما كانت بدايات عمرانها؛ قبل وصول مانع المريدي عام 850هـ والله أعلم.

و علاوة على كونها كانت تضمن حماية الحجاج؛ واستقطابها الآخرين كما سبق؛ فقد تميزت بحماية الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، والترحيب به حين لجأ إليها طالباً الأمن، فمنحته حق اللجوء و المساحة الرحبة؛ للقيام بالتدريس والفتيا والتدوين، مع وجود العلماء والقضاة وطلاب العلم فأهلها كانوا يشكلون مجتمعاً دينياً قبل أن يطلب الشيخ الحماية، فالبعد السياسي والأمني كان ملازماً لها وكانت تدفع نحو ترسيخه منذ القدم.

ج – أثر موقعها اقتصادياً، حيث يقسمها وادي العرض (العارض) والمعروف باسم وادي حنيفة الكبير إلى قسمين، وهو من أخصب أودية بلاد العرب الذي يعد في العصور القديمة وعصر التأسيس من أكثر المواضع جذباً للاستيطان، حيث وفرة المياه وانتشار حقول الشعير والدخن، و القمح وبواسق النخيل، وأشجار التين و الخوخ، حيث كانت تصدر منتجاتها إلى بلاد حضرموت والتي كانت بلاداً عامرة في وقت نهضة الدرعية.

ثانياً / تميزها الطموح في تأسيس الدولة:

أ – عاصمة الدولة السعودية الأولى على يد مؤسسها الإمام محمد بن سعود، حيث وحد كل أحيائها تحت حكمه، وواصل بناء الدولة وتوسعة نفوذها السياسي، ثم الأئمة من بعده، وقبل ذلك وفي عهده امتازت بدور أمني على بعض البلدات المجاورة.
ب – قوة تحصينها من ثمانية أحياء فكل حي يحيطه سور خاص به، ويحيط بجميع الأحياء كلها سور كبير؛ في رسم هندسي جميل وحماية متقنة وتآلف مجتمعي متماسك، كما يزينها اثنا عشر برجاً للمراقبة، مما يؤكد حجمها وأهميتها وتميزها ومدى مكانتها مقارنة ببلدات نجد.

ثالثاً : تميزها السياسي محلياً وإقليمياً وعالمياً:

أ – كان لأئمتها طموح سياسي أمني ففي عهد مؤسسها ومن أتى بعده توسعت حتى وصل نفوذها جنوب الجزيرة وشرقها وغربها وتجاوزت شمالها، وأصبحت دولة عملاقة وصل صيتها النواحي العربية و العالمية.
ب – زارها “رينو” الضابط السياسي البحري البريطاني من أصل هولندي، في عهد الإمام عبدالعزيز بن المؤسس محمد بن سعود.

كما زارها موفد سياسي أوروبي بتوجيه من نابليون امبراطور فرنسا يطلب من الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد؛ التعاون معه على حرب الانجليز.

فقد صارت قبلة سياسية للقوى العالمية مما يؤكد أن قيامها كان لباعث سياسي أمني، لا باعث ديني، فطبيعة أهلها مجتمع متدين يقيم شعائر دينه.

ثم زارها بعد نهايتها الرحالة سادلير عام 1819م .

زر الذهاب إلى الأعلى