يكتبون

ما ضر لو جحدوك

بدؤوا حياتهم بالصبر والكفاح والعصامية، وقد تنطبق عليهم مسيرة المثابر الذي عمل في مختلف الأعمال لكسب عيشه وتحسين دخله، ويدخل في هذا النطاق الآلاف من الذين شقوا طريقهم بثبات وعزيمة وإصرار، وقصص تجاربهم ربما نشرتها الصحف والكتب أو بثت في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإعلام الجديد.

ومثل هؤلاء يرفعون رؤوسهم في عنان السماء يعملون وينتجون ويبدعون وحولهم من ينظر بإعجاب وتقدير ويشارك ويستفيد وربما يعمل معهم، والبعض الآخر متفرج مستمتع بنجاحهم ولكنه مسالم معهم لا يقلل من نجاحهم وتجربتهم ولا يدعمهم أو يتدخل في شأنهم.

أما الطرف الثالث فهم أنواع؛ أولهم الكسالى حتى وإن أعطاهم الله مواهب وقدرات إلا أنهم تبلدوا حسياً، وبالتالي يشعرون بالغيرة والحسد تجاه نجاحات هؤلاء ونشاطهم وحيويتهم وتعدد اهتماماتهم وتنظيمهم للوقت واستغلاله فيما يفيد وينفع فيحاولون التقليل من هذه الجهود بالوسائل التي تناسب قدراتهم.

أما النوع الثاني فهم الذين يتقاطعون مع هؤلاء فكرياً، وبالتالي ينزعجون من هذا الوهج لأنه يشكل خطراً على ما يؤمنون به فكرياً وعقدياً.

أما النوع الأخير فهم الذين بلا مواهب ملموسة ولكنهم تنفذوا حتى تمكنوا، وكل رفضهم لأنشطة مثل هؤلاء الناجحين المحبوبين هو خشية وصولهم لمواقع تصبح مهددة لنطاق اعمالهم أو منافسة لهم لازاحتهم عن كراسيهم وما وصلوا إليه.

فيبذلون كل ما يستطيعون ويستخدمون الأساليب كافة للنيل منهم وتشويه صورتهم ومحاربة تقبل أو ثناء أو استيعاب الآخرين لهم. وهذا داء الحسد والغيرة وعدم العدل شقيت به نفوس مريضة ضيقة الأفق لا ترى إلا مصالحها وما ينفعها بكل أنانية وجشع وطمع. وأختم بأبيات جميلة أهديها لأهل النفوس الطموحة الصابرة الجادة التي تعمل ليل نهار تقدم الأفكار الجميلة والكلمة الطيبة وتعامل الناس بالحسنى وتستثمر وقتها ومع ذلك تجد المضايقة والإيذاء:

(اصْبر على كَيدِ الحَسُودِ فإنَّ صبركَ قاتلُه

كالنار تأكلُ بعضَها إن لم تجد ما تأكلُه)

وقول شاعر آخر:
“ماضر لو جحدوك وابتذلوا
أصواتهم يا بئس ما فعلوا

ستظل رغم الجاحدين هدى
للسائرين وينتهي الجدل

ويقول قائلهم وقد خجلوا
مما جنوه أظلنا الجبل

هذي الفقاقيع التي انتثرت
سيغولها في كأسك الأجل

*استشاري رئيس مركز تعارفوا للإرشاد الأسري

زر الذهاب إلى الأعلى