دوليمحليات

“الإسكان السعودى” في غزة.. مشروعات تخفف من معاناة سكانها

على ساحل البحر الأبيض المتوسط يطل مجمع الإسكان السعودي في رفح الذي نفذته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القطاع بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية ضمن عدد من المشاريع الإنسانية التي نفذتها المملكة العربية السعودية في قطاع غزة لتخفيف معاناة سكان القطاع مما دمره الاحتلال الإسرائيلي هناك.
ويتوسط الحي السعودي مسجد يعد أكبر مسجد على مستوى قطاع غزة، وهو بمثابة تحفة عمرانية متميزة، يضم مئذنتين بارتفاع 42متراً لكل منهما، إضافة إلى قبة مزخرفة، بينما رصعت جدرانه بالفسيفساء، وأعمدته بالجبس والحجر القدسي.
وقال مدير مكتب الأونروا في مدينة رفح الدكتور يوسف موسى إنه تم تنفيذ المشاريع في الحي السعودي بما يتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني من خلال اللجان الخاصة للمستفيدين من المشروع، وجلبت ولأول مرة في قطاع غزة سخانات شمسية زجاجية متطورة، ذات قدرة عالية على تسخين المياه.
وأكد موسى أن المشروع تم إنشاؤه وفق أحدث المخططات الهندسية العالمية، فشبكات الكهرباء والمياه والهاتف تم تمديدها داخل الأرض، كما تم تجهيزه بشبكة إنارة متكاملة للطرقات، المصممة من أجل إراحة المواطنين الفلسطينيين، وجهزت التقاطعات فيه بإشارات ضوئية، بالإضافة لمنح كل أسرة ثلاجة وغسالة وفرن، لمساعدة الأسر على بدء حياة جديدة خالية من المعاناة.
وأشاد موسى بدعم المملكة الكبير والمستمر للشعب الفلسطيني وأن هذا المشروع خفف من معاناة السكان وكان له دور كبير في استقرارهم.
وأكد مدير عمليات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” روبرت تيرنر في قطاع غزة أن مشروع الحي السعودي في رفح أكبر مشروع إسكان قامت بتوليه الوكالة على الإطلاق ويهدف إلى توفير السكن الملائم والمساعدة في تحقيق حياة كريمة للعائلات من اللاجئين الفلسطينيين كافة.
وأشار تيرنر إلى أن المملكة العربية السعودية هي أكبر المساهمين للأونروا في برنامجها الطارئ للإيواء.
وقال مدير عمليات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” “لقد انتهى مشروع الإسكان السعودي للاجئين الفلسطينيين من إنشاء 1500 وحدة سكنية مما أوجد منازل لـ 10000 لاجئ وتم تسليمها للاجئين الفلسطينيين ،فيما يجري العمل في المرحلة الثالثة حيث سيشهد إنشاء 220 وحدة سكنية تؤوي 262 عائلة أو 1310 لاجئين فلسطينيين ممن هدمت منازلهم مسبقاً وتتوقع الأونروا انتهاء العمل في هذا المشروع بحلول شهر مارس 2016″.
وأوضح أن المراحل الثلاث من هذا المشروع هي أكثر بكثير من مجرد توفير السكن، فالمشروع يساعد على تخفيف بعض الصعاب التي أوجدها الحصار عبر توفير فرص عمل للاجئين.
وتابع :” أوجد المشروع أكثر من 160000 يوم عمل في قطاع غزة لـ 10000 من العمال ويعد ذلك إضافة هامة للاقتصاد المحلي ولحياة العديد من العائلات”.
من جانبه، توجه رئيس برنامج البنى التحتية وتطوير المخيمات في وكالة الغوث رفيق عابد بالشكر والتقدير والعرفان للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على الجهود الكبيرة في دعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني، وتمويل مشروع الإسكان السعودي مشيرا إلى أن الحي السعودي مدينة متكاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بما يحتويه من مدارس ومرافق صحية وثقافية ومسجد وبنية تحتية ومناطق خضراء.
بدوره، ثمن رئيس لجنة الحي السعودي عبد الخالق جبر القططي هذا الدعم الكبير من المملكة للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن هذه المشاريع خففت من معاناة الناس ومآسيهم بعد أن تركهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في العراء دون مأوى أو سكن .
وأضاف القططي أن تواصل جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ في مسيرة العطاء والبناء في الأراضي الفلسطينية لهو دليل على الوفاء من ملك عرفنا عنه كل الحب والعطاء لفلسطين والشعب الفلسطيني.
فيما توجه اللاجئ خالد العطار من سكان حي البرازيل الحدودي سابقا وأحد المستفيدين من الوحدات السكنية بالحي السعودي بالشكر للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على توفير هذا السكن له ولأولاده, معبرا عن سعادته الغامرة لتسلمه منزله بالحي السعودي والبالغ مساحته 110 أمتار، يضم أربع غرف نوم وأربعة حمامات وغرفتي معيشة مزودة بتجهيزات حديثة.
وقال العطار (54 عامًا) “بعد أن هدم الاحتلال منزلي المكون من ثلاثة طوابق والبالغ مساحته 160 مترًا بحي البرازيل عام 2004م، عشنا معاناة لا نستطيع وصفها، وقضينا نحو 10 سنوات متنقلين بين الشقق السكنية بالإيجار، حتى تم تسليمنا منزلنا الجديد”.

زر الذهاب إلى الأعلى