ليست قصة من وحي خيال كاتب وأديب، بل واقع آليم كشفته الصدفة في مدينة الخليل الفلسطينية. قصة تحكي لنا كيف يمكن أن يتحول الأبناء إلى وحوش، لا تعرف شيء عن الرحمة أو بر الوالدين.
ربما لم تكن تعرف الشرطة الفلسطينية، حين قررت مداهمة أحد المنازل بمدينة الخليل، للقبض على مطلوبين، أن هذا المنزل يحوي ما هو أبشع بكثير مما ارتكبه هؤلاء المطلوبين، بعد أن تفاجأت بوجود مسن محتجز داخل “غرفة موحشة”، يقدم له الطعام فى علبة حديدة.
المفاجأة لم تكن فقط في وجود هذا المسن وسط هذه الظروف البشعة، بل حين جرى التعرف على هويته، إذ تبين أنه والدهم، ومحتجز في هذه الغرفة الجانبية المظلمة لسنوات طويلة، سنوات ذاق فيها العذاب والهوان على يد أبناؤه.
وأظهر مقطع فيديو جرى تصويره خلال تنفيذ حملة المداهمة، لحظات خروج العجوز من تلك الغرفة، التي تبين فيما بعد أنها كانت تستخدم لتربية الأغنام، فيما كان أبناؤه يضعون له الطعام في علبة حديدية.
وبدا العجوز خلال المقطع وهو يعاني ظروفا صحية ونفسية قاسية، ربما لم يدر في خدله يوما ما أن يتعرض لها على يد من منحهم الحب والعطف والوفاء، لتكن تلك الواقعة خير شاهد على جحود الأبناء.