أبرز الموادمحليات

موروثنا الشعبي منبت الهوية وقيم الانتماء الوطني في حوامة مدارس العُليّا الأهليّة ..

المناطق_الرياض

أقامت مدارس العُليّا الأهليّة ضمن أداورها المجتمعيّة ( حوّامة العُليّا ) بمشاركة أولياء الأمور والبيوت المجاورة والأحياء القريبة لنشر الفرح والبهجة بين الأطفال بقدوم العيد، ولتعميق أواصر المحبّة والتآلف بين الأهالي، لإحياء الموروث والعادات الشعبية في الزمن الماضي أوقات الأعياد، وهي من الفعاليات المتعارف عليها لدى الأجداد قديمًا في منطقة نجد.

والحوامة موروث شعبي وجزء مهم من تاريخ وثقافة الشعوب، فهو الوعاء الذي تستمد منه عقيدتها وتقاليدها وقيمها الأصيلة ولغتها وأفكارها وممارستها وأسلوب حياتها الذي يعبر عن ثقافتها وهويتها الوطنية وقيمها الوطنيّة كقيمة محبة الفرد مجتمعه وحرصه عليه وتفاعله مع جميع أفراده. كما تعد طاعة ولاة الأمر والتفاعل معهم والالتفاف حولهم جزءًا مهمًا لتحقيق الانتماء الوطني وتحقيقًا لتماسك المجتمع ونجاحه في تحقيق أمنه ونجاح خطط التنمية وتحقيق رفاهيته، وجسر التواصل بين الأجيال، وإحدى الركائز الأساسية في عملية التنمية والتطوير والبناء، والمكوّن الأساس في صياغة الشخصية وبلورة الهوية الوطنية، حيث تبدأ بطرق الأبواب وتنتهي بجمع العيديات، تجمع بين التواصل الاجتماعي والفرح المجتمعي بين أفراد المجتمع الواحد احتفالًا بالعيد ⁧‫..

وكان قديمًا يتجوّل الأطفال في شوارع القرى لأخذ عيدياتهم، وهم يُنشدون الأهازيج الجميلة ومن أبرزها “عطوني عيدي عادت عليكم”

وحرصت المدارس للسنة الثانية على إحياء هذا الموروث لما له من تاريخ عريق في منطقة نجد، وهو من العادات الحميدة التي كانت لدى الأجداد، إذ يعزز من الترابط فيما بين أفراد المجتمع وينشر المحبة ويدخل السرور والبهجة في نفوس الأطفال.

ورغم بساطة هذه الفعالية إلا أنها تميّزت بروعة التنظيم، وحسن الاستعداد، وتفاعل الأهالي معها وجميع من شاهدها من خلال مختلف التغطيات الإعلامية التي صاحبتها .

ووجود هذه الفعالية واستنساخ فكرتها لتطبيقها في باقي الأحياء مطلب ضروري ومهم في هذا الوقت، لإحياء التراث الشعبي في الجيل الحالي، ولا شك أن مثل هذه الفعاليات تعود بالنفع على سكان الحي لتعزيز الروابط الاجتماعية التي يقوى بها المجتمع، وإضافة الابتسامة والبهجة لدى نفوس أبنائنا، وغرس مفهوم المشاركة والتطوع لأعمال الخير ومحبة الجار اقتداءً بوصية نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حيث روي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) وهذه دلالة بيّنة لأهمية الجار .
حيث شاركت مجموعة من طالبات المرحلة الثانويّة في التنظيم لهذه الفعالية كمجموعة من ساعات التطوّع .

وذكرت غادة بخاري المشرفة على الفعالية أن رغبة أولياء الأمور في المشاركة كانت عالية مما دفعنا إلى الإعداد والتجهيز بشكل جيد لاستقبال الأعداد الكبيرة من الأطفال والآباء والأمهات وحرصهم على توزيع هدايا العيد والمشاركة فيها في جو أسري بهيج ، وهذا يدل على تلاحم المجتمع ورغبتهم في بذل الخير والعطاء في بلد الخير و النماء، وشاركت مجموعة من الطالبات كمتطوعات في التنظيم .

وذكر مدير عام المدارس عبدالعزيز عبدالله المحسن أن المدارس لابد أن تقوم بدورها المجتمعي الذي لا يقل أهمية عن أدوارها العلمية والتربويّة وأن تكون مركز علم وتربية ومنارة للإشعاع العلمي والتربوي والإبداع الحضاري، وجعل المدرسة ملتقى اجتماعيًا وثقافيًا لجميع فئات المجتمع المحلي، وتسهم في تعزيز التلاحم المجتمعي وخلق جو من الألفة بين الطالب وولي الأمر والهيئة الإداريّة والتعليميّة وإثراء المعرفة لدى أبنائنا الطلاب، حيث أعادت إلينا هذه الفعالية شيئاً من عبق الماضي الجميل، أسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يعيده علينا نحن والأمة الإسلامية بخير وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى