أبرز الموادمنوعات

هل تتسبب التغيرات المناخية في عودة الجزيرة العربية “مروجا وأنهارا”؟

“لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا ” ، حديث صحيح للنبي محمد صلى الله علىه وسلم، أكد خلاله أن الجزيرة العربية التي عرفت دوما بصحاريها الجفاف، وأراضيها القاحلة سوف تعود كما كانت سيترتها الأولى، مروجا وأنهارا، كما حدثنا النبي.
واليوم تشير الدراسات العلمية، وخاصة مع استفحال ظاهرة التغير المناخي، إلى أن شكل الكرة الأرضية ربما يتغير جذريا أو جزئيا بعد نصف قرن أو قرن عما هو الحال عليه الآن.
السبب الأول في ذلك يرجع لظاهرة التغيرات المناخية الناتجة عن زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الناتج عن الوقود الأحفوري، ونسب التلوث المرتفعة.
بالإضافة إلى أن زيادة التصحر الناتج عن قطع الأشجار قلل بالتالي من نسب تصريف ثاني أكسيد الكربون ليصبح العالم أشبه بصوبة زجاجية حرارية بمخارج هوائية ضعيفة.
ووفقا لتقارير أعدها خبراء الأرصاد بعد مراجعة الصور الفضائية التي ترصد الأقطاب فإن ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي يتم بشكل أسرع من المتوقع، بينما تسجل درجة حرارة الهواء ارتفاعا ملحوظا منذ بداية الألفية الميلادية الثانية.
وكشفت بيانات الأقمار الصناعية انحسارا كبيرا للجليد في القطب الشمالي وسجلت رقماً قياسياً ليصبح الأشد على الإطلاق، حيث اتضح من خلال الصور انحسار واضح للجليد في مناطق سيبيريا وألاسكا وجوانب القطب الشمالي.
وأشار الخبراء إلى أن هذا الانحدار في الغطاء الجليدي سينعكس سلباً على المناخ في جميع أنحاء الكرة الأرضية لما للغطاء الجليدي من قدرة في الحفاظ على التوازن المناخي، حيث يعزو العلماء سبب هذا التدهور إلى ظاهرة الاحتباس الحراري الذي زادت حدته في السنوات الأخيرة.
وحول تأثيره على منطقة الجزيرة العربية، أكد الخبراء أن التسخين في المحيط الهندي أدى إلى انتقال كميات كبيرة من المياه ودفعها على مستوى قريب من سطح الأرض إلى مناطق شبه الجزيرة العربية، ومع حركة الاضطرابات الغربية التي تأتي من الخطوط الوسطى كان هناك تفاعل كبير بين الخطوط المدارية والخطوط والوسطى، وسببت الكثير من زخات الأمطار والعواصف الرعدية وكان هناك ما يعرف بـ«الحمل العميق»، وهي عبارة عن ظاهرة تكون سحابي عال جداً ينتج عنه ليس فقط هطول أمطار غزيرة ولكن أيضا زخات كبيرة من حبات البرد والتي شهدتها دول الخليج خلال العام الماضي.
وتوقع الخبراء مناخا شاذا خلال السنوات المقبلة سواء في الجزيرة العربية أو في أي رقعة من العالم، حيث لن يقتصر الأثر على الظروف الجوية بل سيتعدى ذلك ويصل التغير إلى كل شيء يعيش فوق الأرض وحتى داخل البحار بحيث تخرج لنا مخلوقات ونباتات قادرة على التكيف مع الوضع الجديد للمناخ وتنقرض أخرى وتغرق جزر وتتوسع بعض البحار.
ورحج الخبراء أن يتغير موقع خط الاستواء الحراري لتصبح السعودية ضمن المناطق المدارية أو الاستوائية الرطبة ويتزحزح الفاصل المداري شمالاً بشكل أكبر من السابق لتصبح روسيا منطقة حارة في الصيف شحيحة الأمطار.
وحث الخبراء كافة الدول على وضع استراتيجية للتكيف مع الوضع الجديد للمناخ بانتظار المفاجآت غير المعهودة لذلك يجب أن تكون المباني قادرة على تحمل الحرارة والمجاري قادرة على تصريف السيول، وربما تتصحر غابات في نواحٍ من العالم وتزدهر صحارى في جزيرة العرب

زر الذهاب إلى الأعلى