ورش صيانة الطائرات تنعم بطفرة ما بعد الجائحة

المناطق_متابعات

موردو الطيران الذين يتولون صيانة الطائرات يتمتعون بازدهار يعود الفضل فيه إلى انتعاش السفر الجوي وبطء عمليات تسليم الطائرات الجديدة.

يتجلى الطلب القوي على خدمات هذه الفئة في حظائر الطائرات في روكفورد، ولاية إلينوي، العائدة لشركة أيه أيه آر، الرائدة في هذا القطاع، التي تبلغ قيمتها السوقية 1.7 مليار دولار. ينشغل الفنيون هناك بالعمل على طائرات عملاء مثل شركتي يونايتد إيرلاينز وساوث ويست إيرلاينز.

قال جون هولمز الرئيس التنفيذي “حظائرنا ممتلئة بشكل كبير”، وأضاف “عندما يكون لديك أشخاص، ولديك طائرات، فإن هذا مزيج جيد”.

تعمل قوتان رئيستان على إحضار الطائرات إلى منشآت “أيه أيه آر”، ومن المحتمل أن تستمرا في ذلك لأعوام، بحسب هولمز.

أولا، في تعافي حركة الركاب بشكل كبير في العام الماضي بعد انهيارها في الأعوام الأولى لجائحة فيروس كورونا. على الرغم من أن السفر الجوي العالمي لا يزال منخفضا نحو 20 في المائة عما كان عليه عام 2019، إلا أنه في الولايات المتحدة عاد إلى حد كبير إلى مستويات ما قبل الجائحة.

سافر نحو 76 مليون شخص في الولايات المتحدة في تشرين الأول (أكتوبر)، أي أقل 3 في المائة فقط عن مستوى الشهر نفسه عام 2019، وفقا لأحدث البيانات الحكومية المتاحة. وبعد إعادة فتح أبواب الصين عقب عمليات إغلاق صارمة ناتجة عن كوفيد – 19 من المتوقع عودة مزيد من الطائرات إلى السماء.

ثانيا، يكافح كبار مصنعي شركتي بوينج وإيرباص لتلبية طلبات جميع شركات الطيران الجديدة. والنتيجة هي أن شركات النقل يجب أن تتمسك بالطائرات القديمة لفترة أطول، ودفع مزيد مقابل قطع الغيار والخدمة.

سجلت ورش الإصلاح زيادة 19 في المائة في المبيعات في الربع الأخير من عام 2022 مقارنة بالعام السابق، وفقا لبحث أجراه المحلل كين هيربرت، من شركة آر بي سي كابيتال ماركتس، في حين نمت عوائد بائعي قطع الغيار 15 في المائة.

قال هربرت “تسعى شركات الطيران جاهدة إلى المواكبة، ما يعني أن عليها أن تنفق مزيدا على الطائرات (في أساطيلها). لقد كانت رياحا خلفية كبيرة”.

أنفقت شركة يونايتد 2.2 مليار دولار على قطع الغيار وعمليات الإصلاح عام 2022، أي بزيادة 20 في المائة مقارنة بعام 2019 وأعلى بنسبة 64 في المائة عن عام 2021. قالت شركة الطيران “إن طائراتها عملت بشكل أكثر”، مضيفة أنها “تخطط لجدولة مزيد من إصلاحات المحرك والصيانة الكاملة واستيعاب الزيادات في الأسعار”. كذلك أبلغت شركة دلتا إيرلاينز عن زيادة بنسبة 13 في المائة في تكاليف قطع الغيار والإصلاح خلال عام 2019.

بقاء الطائرات النفاثة رابضة على الأرض في وقت مبكر من الجائحة كان له تأثير آخر: أجلت شركات الطيران، المقيدة من حيث النقود، الصيانة. تجنبت هذه الشركات إصلاحات المحرك عالية التكلفة عن طريق استبدال محركات سجلت ساعات طيران أقل بمحركاتها الأقدم.

بحسب روبرت سبينجارن، محلل في شركة ميليوس ريسيرش، مع اختناق إمدادات الشركات المصنعة للطائرات الجديدة وتضاؤل مجموعة المحركات التي لديها ساعات طيران أقل، يتعين على شركات الطيران “مواصلة الطيران باستخدام الطائرات القديمة التي انقضت فترة ضمانها، التي تستهلك قطع الغيار وتحتاج إلى إصلاحات”.

وأضاف “الشركات التي تبيع قطع الغيار والملحقات تستفيد من هذا الوضع”. من بينها شركة هيكو ـمقرها فلوريداـ التي تقارب رسملتها السوقية 20 مليار دولار. حققت مبيعاتها البالغة 610 ملايين دولار ودخلها التشغيلي البالغ 147 مليون دولار أرقاما قياسية في الربع المنتهي في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، متجاوزة مستويات ما قبل عام 2019.

تتنافس شركة هيكو مع شركات مثل قسم الطيران في شركة جنرال إلكتريك، الذي يصنع قطع غيار لمحركات الطائرات النفاثة التي يصنعها.

ذكرت شركة جنرال إلكتريك الثلاثاء أن مبيعاتها من قطع الغيار بلغت 32 مليون دولار يوميا في الربع الرابع، بزيادة 34 في المائة عن الفترة نفسها من عام 2021. وقالت شركة بوينج الأربعاء “إن أعمالها في مجال الخدمات، المشتملة على بيع قطع الغيار، حققت أرباحا بلغت 634 مليون دولار في الربع الرابع من عام 2022، بزيادة 58 في المائة عن العام السابق”.

منتجات شركة هيكو هي المنتجات نفسها التي يصنعها مصنعو المعدات الأصليون، لكنها أقل تكلفة، ما يشبه المستحضرات الصيدلانية البديلة.

قاومت شركات الطيران تاريخيا قطع الغيار البديلة، لكن فيكتور مندلسون الرئيس المشارك لشركة هيكو، قال “إن موقفها يتغير لأنها تواجه تحدي خدمة الطائرات مع توافر عدد أقل من قطع الغيار من الشركات المصنعة للمعدات الأصلية”.

وأضاف “نبيع بالفعل لكل شركة طيران تقريبا يمكنها الشراء منا، لكن كنا نبيع أكثر من هذا. المقاومة تنخفض (…) لأن، أولا، الشركات بحاجة إلى قطع الغيار، وثانيا، لأنها تحب الميزات التي تقدمها منتجاتنا”.

من جانبه، أبلغ هولمز، من شركة أيه أيه آر، عن زيادة الطلب على قطع الغيار المستعملة التي تبيعها شركته لشركات الطيران وشركات إصلاح المحركات. لكن نظرا لتخلي عدد أقل من شركات الطيران عن الطائرات القديمة، مصدر الأجزاء المستعملة، اضطرت شركة أيه أيه آر إلى تمشيط السوق للعثور عليها. وقد تم إخراج ما مجموعه 366 طائرة من الخدمة في 12 شهرا حتى كانون الأول (ديسمبر)، أي أقل 15 في المائة عن العام السابق.

سجلت شركة أيه أيه آر، التي يقع مقرها بالقرب من مطار أوهير الدولي في شيكاغو، مبيعات بلغت 470 مليون دولار في الربع المنتهي في 30 تشرين الثاني (نوفمبر)، أي أقل 16 في المائة عن الربع نفسه عام 2019. وكان صافي دخل الشركة البالغ 23 مليون دولار أعلى 58 في المائة منه في الفترة نفسها عام 2019.

وفي حين إن أحجام مبيعات شركة أيه أيه آر لم تعد إلى المستويات التي كانت عليها قبل الجائحة، قال هولمز “نشعر بأننا على الطريق الصحيح”.