شهد صيف 2015 أكبر عدد من الزوار السعوديين في تاريخ الريف التركي ولأول مرة حيث فاق عدد الزوار 30 ألف سائح قضوا صيفهم في مدن ومحافظات الريف التركي في الشمال , فعند زيارتك لمدينة أوزنجول أحدى مقطاعات طربزون في شمال تركيا تجد أعداد كثيفة من السعوديين لأول مرة والذي يقضون إجازتهم هناك بين الخضرة وروعة الأجواء تتشكل ألوانها بين الأخضر والأزرق , وأجواءها بين النسيم والمطر .
الأمر لا يقف على أوزنجول فكل مدن الريف في شمال تركيا أصبحت وجهة آلاف السعوديين , حيث يتزايد الطلب على الرحلات سنوياً , ويعتبر المتابعين للحراك السياحي أن السعوديين من أكتشف السياحة في شمال تركيا حيث لهم النسبة الأكبر فيها , وبدأت تظهر شركات السياحة ومنظمي الرحلات حتى أصبح تسير رحلات أسبوعية تنطلق من 4 مطارات سعودية تحط رحالها في الشمال مباشرة في مدينة طربزون , “المناطق” شاركت السعوديين رحلاتهم في الشمال التركي ورصدت تحركاتهم وما يستهويهم فيها.
سهولة الوصول
من السهل الوصول لشمال تركيا في رحلات مدتها مابين 3 إلى 4 ساعات تنطلق من الرياض وجدة والمدينة المنورة والقصيم بشكل أسبوعي تهبط في مدينة طربزون , يديرها شركات سعودية خصصت مواقعها وقدمت عروضها لهم بأسعار مناسبة , كما أن قلة الزحام هناك يساعد على السياحة وسهولة التنقل فيها , وكذلك وجود القروبات السياحية ومنظمي الرحلات , ومما جذبهم للشمال التركي مواقع التواصل الإجتماعي التي تعج بالصور الجميلة تنقل لهم واقع الرحلات والسياحة وروعة الطبيعة من هناك خاصة للمسافرين في هاشتاقات عربية يتصدرها #الريف_التركي حتى نظموا له موسوعة صور بوسم #موسوعة_الشمال_التركي , يقول محمد العنزي أحد السواح هناك أن العروض السياحية أغرته لقضاء إجازته هو وزوجته هناك ولم يندم على ذلك حيث وجد ما يتوقع وأكثر , ويشير إلى اقتصادية الرحلات التي وجدها هناك فتكلفت رحلته خلال أسبوع لم تتجاوز 6 آلاف ريال .
تنوع الطبيعة
أبو مشاري يقول أنه زار الشمال التركي برحلات مختلفة مع عائلته ومع أصدقاءه ويروي أن ما يجذبه له هو تنوع الطبيعة بين مقطاعات الشمال ومدنه , ففي كل قرية يجد طبيعة مختلفة عن سابقها , يميزها حياة الريف بين أكواخ الخشب وخضرة الطبيعة وجمال الماء , يقول هنا نهر وهناك شلال وكلها تحفها الطبيعية الغناء , ويؤكد أنه لن يمل المكان ولن يتوقف عن زيارته لسهولة الوصول له ولروعته ومناسبة تكلفته له , وقد زار مدينة أوزنجول وايدر , وحيدر نبي , ومواقع تراثية ومصانع ومزارع هناك .
المكشات
المكشات رحلات تستهوي السعوديين وخاصة الشباب , والشمال التركي يوفر لهم هذه الأجواء الرائعة التي يعشقونها , فعند وقوفك على سير الحقائب في مطار طربزون ستجد عشرات الشنط التي يطلق عليها السعوديين “عزبة” , وهي حقيبة تضم دلة القهوة وأبريق الشاي وأدوات الطبخ , يقضون يومهم هناك بين الخضرة يعدون وجبة الغداء ويتناولون القهوة العربية التي يصطحبونها معهم فهم لا يجدونها في طربزون , خالد العلي سائح سعودي يقول أنه قدم هو ومجموعة من زملاءه يسكنون هناك وقاموا باستئجار سيارة جيب , يخرجون يوميا لأحد القرى يقضون يومهم هناك بين القهوة وطبخ الغداء في رحلة ممتعة لا تمل على حد وصفه , وجزء آخر يقضي يومه بالتنزه والاستمتاع في الطبيعة يتناول طعامه في المطاعم الريفيه من المشاوي التي يشتهر بها الأتراك , وبين المقاهي الريفية على الجبال والأنهار , وفي وسط الشلالات.
التصوير
أصبح للتصوير مكانه مهمة للسواح في كل مكان , وفي الشمال التركي يكاد أن كون نصف الرحلة ففي الموقع تجد عشرات المشاهد المختلفة , كما يتخلف استخدام السواح للتصوير , فهذا يهمه التقاط صور شخصية له ولعائلته بالموقع وذاك يهمه البحث عن صور احترافية , وثالث يرصد رحلاته عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي , كلهم يتفقون بمكانة العدسة ويختلفون بطريقة استخدامها .
العائلات
يلاحظ زائر الشمال التركي أن نصيب الأسد منه للسياحة للعائلات خلاف الشرق الآسيوي الذي عرف عنه بسياحة شهر العسل , في الشمال تجد أعداد من العائلات يقضون إجازتهم هناك مع أبنائهم , أكثر من العرسان الذي لا يغيبون عن المشهد , في سياحة مختلفة لا تنحصر بين ركوب الخيل الصغيرة واللعب بالدراجات النارية , يغلب عليها التأمل في الطبيعة والاستجمام على أطراف النهار وسواحل البحيرات , في مطاعم ومقاهي ريفية , ويسكنون الأكواخ الخشبية فالفنادق لا تستهويهم بشكل كبير وينصرف عنها العائلات بحثاً عن الأكواخ صاحبة الأولوية بالطلب .
المتقاعدين بالمجان
سياحة المتقاعدين في الشمال التركي مجانية حيث تقدم شركة العجاجي منظم رحلات لمدينة طربزون تذاكر مجانية لمن يفوق عمر 62 عاماً , تقديراً لهم لقضاء إجازة ممتعة هناك بعد عمر وظيفي وعمر في خدمة عائلته , الشركة لا تشترط المتقاعدين فهي تقدم تذاكر بالمجان لأي شخص يفوق سن الـ 62 عاماً ولا تشترط إلا إثبات عمره بجواز السفر , وفي شكل أسبوعي تحمل الرحلات لطربزون ما لا يقل عن 6 أشخاص على كل رحلة من الستينيين , وكذلك الأطفال أقل من سنتين تذاكرهم بالمجان .
تضاعف الطلب
كشف المشرف العام على رحلات العجاجي لطربزون تركي اليحيى , أن هناك رحلات أسبوعية تقلع من أربع مدن سعودية وهي الرياض وجدة والمدينة المنورة والقصيم , بمعدل 6 رحلات بالأسبوع , مشيراً إلى أن السعوديين من أكتشف السياحة في شمال تركيا فقد بدأت الرحلات في عام 2013 بواقع 8 رحلات فقط , وأرتفع الطلب في العام الذي يليه 2014 إلى 66 رحلة , ليتضاعف الطلب هذا العام 2015 ويصل إلى 170 رحلة حملت على متنها ما يفوق 32 ألف راكب .