أبرز الموادمنوعات

6 آثار على نفسية الطفل ناتجة من مشاكل الوالدين

المناطق_متابعات

لا يخلو الأمر من أن تقع المشاكل في البيت بين الوالدين والتي يكون لها عدّة أسباب، قد تكون أسباب مادية أو ناتجة عن سوء تدبير الزوجة أو بسبب بخل الزوج وقلّة مصروف البيت. وقد تكون مشاكل الوالدين بسبب اختلاف وجهات النظر بين الزوجين الناتجة عن اختلاف البيئة التي هم منها، أو بسبب العادات والتقاليد، أو لعدم تقبّل الزوج بصفته الرجل لكثير من الأمور التي تفعلها الزوجة بطريقتها الخاصة والتي تختلف تمامًا عن طريقته.

لكن وللأسف الشديد فإن هذه المشاكل مهما كانت كبيرة أو صغيرة، فهي تنعكس بشكل سلبي على الأطفال وبشكل مباشرة لأنها تحدث أمامهم حيث لا يفكّر الأهل بأن يكونوا في مكان خاص للنقاش بعيدًا عن الأبناء. هذا يسبّب للأطفال اضطرابات نفسية وتوتر، وهي تؤثّر على سلوكهم وحياتهم الاجتماعية وتسبّب لهم القلق وفقدان الثقة والأمان.

من أهم الآثار على نفسية الطفل التي تتسبّب بها مشاكل الوالدين هي كالتالي:

1.التوتر والقلق المستمر: مشاعر القلق والتوتر لا يمكن أن تصيب الطفل من أي مشكلة عابرة بين شخصين في الشارع أو من مقطع يشاهده على التلفاز، ولكن تصيبهم مشاعر القلق والتوتر من أشخاص يثقون بهم ويكونون مصدر قوّتهم الأول. عندما تزداد المشاكل بين الوالدين أمام الأطفال ويتعالى الشجار والصراخ فإن هذا يؤثّر على الطفل وبشكل مباشر مهما كان ذلك الموقف سريعًا. عندها يتحوّل الطفل إلى طفل منعزل وشخصيته ضعيفة لا يستطيع أن يختلط مع الآخرين ولا حتى أن يكوّن أي علاقة مع صديقه حتى لو كانت طبيعية جدًا، لأن القلق هو المسيطر الأول عليه.

2.انعدام التركيز: بسبب تركيز الطفل على صوت الوالدين وصراخهم ومشاكلهم اليومية فإن الطفل يفقد القدرة على التركيز بشكل عام، سواء في مدرسته بين زملائه أو في عمل واجباته أو في حياته الاجتماعية بين الأصدقاء والأقارب. هذا يؤدّي إلى التراجع في المستوى الأكاديمي للطفل وشعوره بالنقص بين زملائه وتراجع الذكاء الاجتماعي لديه بين الأسرة والأصدقاء. كما يؤدّي إلى عدم رغبة الطفل في اكتشاف ما هو جديد مثلما يتطلّب منه عمره كباقي الأطفال، ولكن يكون كل التركيز على حجم المشكلة والصوت بين والديه كما اعتاد عليه.

3.يصبح الطفل عدوانيًا: لأن الطفل يرى الكثير من المشاهد العدوانية وبشكل مستمر، ولسماعه الدائم الصراخ والأصوات المرتفعة فإنه سوف يعاني من العدوانية التي تنعكس عليه بشكل مباشر نتيجة عدم مقدرته على التعبير عن غضبه لما يتعرّض له من صراخ وشجار. يبدأ الطفل بتفريغ تلك الطاقات غير المعلَن عنها من خلال ضرب إخوته وأصدقائه دون اهتمام لنوع الضرر الذي قد يتسبّب به لغيره. هذا يؤثر عليه وعلى شخصيته فيصبح وحيدًا في المستقبل دون أصدقاء بسبب العدوانية التي تسيطر عليه والتي سببها المباشر غضبه من تصرّفات والديه وعدم قدرته على التعبير عمّا يدور بداخله.

4.حالات الكآبة: لأن الطفل يولد خاليًا من المشاكل والهموم وما يجعله يفكّر كثيرًا، فنجد أن الطفل يتمتع بابتسامة دائمة ترسم كل شيء جميل حوله. لكن على العكس فالطفل الذي يولد في جو وبيئة لا تعرف سوى المشاكل والصراخ، دون أن يفهم ما يحدث حوله، فتجد أنه طفل كئيب حزين غير قادر على الابتسام لا يعرف السعادة وكل ما يراه هو صراع بين الوالدين وخلافات. هذا يجعلنا قادرين على تمييز الطفل الكئيب عن غيره من ابتسامته التي يفقدها بسبب مشاكل والديه المستمرة.

5.تعرّض الطفل للأمراض النفسية: تؤكّد العديد من الدراسات أن السبب المباشر للأمراض النفسية عند الأطفال تكون من منشأ في الطفولة. هذا يعني أول مراحل حياته التي تبدأ مع والديه. وعليه فإن أغلب الأطفال الذين يصابون بأمراض نفسية لاحقًا واكتئاب وانفصام في الشخصية وغيرها من أنواع الأمراض النفسية يكون سببها أن ذلك الطفل قد نشأ في بيت غير مستقر نفسيًا ولا عاطفيًا، ومليء بالمشاكل والصراعات بين الوالدين. فالطفل يشهد مشاكل يومية ويكون غير قادر على التعبير عنها وتبقى بداخله فتسبّب له أمراضًا نفسية فيما بعد.

6.انتحار الطفل: للأسف فإن أغلب حالات الانتحار المسجّلة في جميع العالم تكون انتحار الأبناء بسبب الخلافات الأسرية التي يشاهدونها بين والديهم. حيث يفقد الطفل القدرة والسيطرة على تحمّل تلك الضغوط ويحاول أن يتهرّب منها، ولكنّه لا يستطيع لأنها تتكرّر بشكل يومي في البيت وأمامه. هذا يقوده إلى الهروب الدائم عن طريق الانتحار، كي لا يتابع تلك المشاكل التي أصبحت روتينًا يوميًا له ضمن برنامجه. يفكّر أغلب الأطفال في الانتحار في مرحلة المراهقة بسبب التغييرات الهرمونية والتي لا تتوازن مع أفكارهم ومع الضغوطات التي يتعرّضون لها  داخل البيت.

زر الذهاب إلى الأعلى