أبرز الموادأهم الاخبارمحليات

«الإرث.. والطموح».. صحيفة المناطق تشارك شعب المملكة والقيادة الاحتفال بـ اليوم الوطني الـ 93 (وثائقي)

تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في الـ 23 من سبتمبر من كل عام، تخليدا لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، رحمه الله.

ففي مثل هذا اليوم من عام 1351 هجرية، الموافق 1932 ميلادية، سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة قادها المؤسس الملك عبد العزيز على مدى اثنين وثلاثين عاما، بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319 هجرية، الموافق الـ 15 من يناير عام 1902 ميلادية.

لكن للوصول إلى ذلك اليوم من عام 1932 قطعت الدولة السعودية مسيرة كبيرة في بناء الدولة، وترسيخ وجودها، وانطلاق نهضتها.

عهد جديد

في سن الـ 26 ، انطلق الفتى اليافع عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على رأس حملة من أبناء هذا الوطن، صوب الرياض.

كانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت تعج بالفوضى والتناحر وانعدام الأمن وتراجع الحياة، وكانت كأنها بانتظار من يخلصها، ويكتب لها تاريخا جديدا.

بزغ فجر يوم الخامس من شهر شوال عام 1319 هجرية، الموافق الـ 15 من يناير عام 1902 ميلادية، إيذاناً ببداية عهد جديد، حيث استطاع البطل الشاب استعادة مدينة الرياض ليضع بذلك اللبنة الأولى لهذا الكيان الشامخ، وتسلم مقاليد الحكم، ليبدأ في توحيد مناطق المملكة تباعا، ويبسط في ربوعها الأمن والاستقرار.

وفي السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351 هجرية، صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم واحد هو “المملكة العربية السعودية” وأن يصبح لقب الملك عبد العزيز “ملك المملكة العربية السعودية”، واختار جلالته في الأمر الملكي يوم الخميس 21 جمادى الأولى من نفس العام، يوما لإعلان توحيد البلاد، وهو اليوم الوطني للمملكة.

بنى الملك عبد العزيز الدولة على أساس من التحديث والتطوير المعاصر، فأسس الوزارات والمجالس، ووزع المسؤوليات، وعمل على تحسين وضع المملكة الاجتماعي والاقتصادي، فاهتم بإنشاء المدارس والمعاهد والمستشفيات، وأرسل البعثات إلى الخارج، وحرص على توفير سبل الحياة الكريمة للشعب.

اعتنى الملك المؤسس أيضًا بالحرمين الشريفين، فأمر بتوسعة الحرم النبوي الشريف، وعبّد الطرق إلى مكة المكرمة، ووفر الماء والخدمات الطبية والوقائية لحجاج بيت الله الحرام، ليؤدوا مناسكهم براحة وطمأنينة.

عصر الرخاء

في عام 1938 استخرج النفط بكميات تجارية في المنطقة الشرقية بالمملكة، لتتغير وجه الحياة في تلك البلاد.

كان ظهور النفط نابعا من عزم وتصميم لا يشوبه يأس في أن هذه الأرض تحمل لأهلها من الخير الكثير.

ومع خروج النفط، كانت الرؤية الثاقبة لما تحتاجه الدولة، والإدارة الحكيمة للثروة، واستخدامها في تطوير المملكة، والارتقاء بحياة أهلها، وتأمين مستقبل الأجيال المقبلة.

وأسهمت عائدات النفط في تطوير المملكة وتقدمها وازدهارها، وأنشئت مؤسسة النقد العربي السعودي بعد أن بدأت العملة السعودية تأخذ مكانها الطبيعي بين عملات الدول الأخرى.

أنشئت أيضا الطرق البرية المعبدة، وجرى ربط البلاد بشبكة من المواصلات الحديثة، ووضع نواة الطيران المدني بإنشاء الخطوط الجوية العربية السعودية، لتربط المملكة بالعالم.

كما اهتم المؤسس – رحمه الله – بالمواطن، وحرص على توفير كل ما يحتاجه، فأنشئت المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس في مختلف مدن المملكة.

ولم تقتصر جهود الدولة في عهد الملك عبد العزيز على البناء الداخلي، بل سعت لتوثيق العلاقات مع مختلف دول العالم، على أسس ثابتة، قائمة على وضوح الهدف والثبات على المبدأ ومناصرة الحق.

وهكذا أرسى الملك المؤسس قواعد دولته الفتية على أرض الجزيرة العربية، وترك إرثا خالدا، ظل ملهما لمسيرة حكام تلك البلاد، جيلا بعد جيل.

رؤية المملكة 2030 .. نحلم.. ونحقق

بتاريخها العريق، وموقعها الفريد، وقدراتها الضخمة، تطلعت المملكة لمستقبل يبني على أمجاد الماضي، ويواكب تطورات الحاضر، ويتجهز لتحديات المستقبل.

جاءت رؤية المملكة 2030 ، بطموح عنانه السماء، ومستقبل أكثر إشراقا، وضعت الرؤية حجر الأساس بتحديد ثلاث محاور رئيسية، تندرج تحتها أهداف الرؤية الاستراتيجي، وهي:

– مجتمع حيوي: يعتز بتاريخه وهويته وتراثه الممتد، ويتوفر له نمط حياة صحي، عالي الجودة على المستويات كافة.

– اقتصاد مزدهر: قوي متنوع، يستفيد من كل موارد المملكة وثرواتها، لتحقيق الاستدامة، وتزيد فيه معدلات التوظيف، كي يواصل أبناء الوطن مسيرة التقدم والازدهار.

– وطن طموح: تُعزز فيه فاعلية الحكومة، ويدخل التحديث إلى مؤسسات الدولة كافة، لتحقيق الشفافية والنزاهة.

وضعت رؤية السعودية 2030 أسسًا قوية للنجاح، بدأت بتنفيذ إصلاحات غير مسبوقة، شملت القطاع العام وجميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية.

وأصبحت الأعمال الحكومية أكثر كفاءة، وتمكنت المملكة من خلق فرص استثمارية لا تُحصى، وتحسنت جودة حياة السكان، وأصبح اقتصاد البلاد أكثر تنوعا وقوة.

المملكة الملهمة

“بتاريخ عريق.. وحاضر مزدهر.. ومستقبل مشرق”، أصبحت المملكة العربية السعودية نموذجا ملهما، مدن حالمة ومشروعات عملاقة تخطو بها نحو المستقبل؛ ليدوم عز الوطن، وتعلو أمجاده عامًا بعد عام، ورؤية طموحة، يقوم على تحقيقها شباب همته عنان السماء، نحو غدٍ مزدهر.

وبقدر مساحتها ورؤاها؛ كانت منجزاتها ونجاحاتها، لتصبح المملكة همزة وصل بين الحاضر والمستقبل، وموطن الأحلام وتحقيقها، وفي كل عام يتجدد الطموح وترتفع الإنجازات، وتتجدد الآمال.

وفي الثالث والعشرين من سبتمبر، من كل عام، تحل ذكرى تعزيز الولاء وترسيخ الانتماء، لمجد حققه الآباء والأجداد، ويسير على دربه الأحفاد، من أجل رفعة وطن، تاريخه فخر، وحاضره همة، ومستقبله ازدهار.

زر الذهاب إلى الأعلى