يكتبون

التعليم مرة أخرى.. الابتعاث تحديث ومراجعة

تمر وزارة التعليم بمخاض يشهده الجميع بعد دمج الوزارتين، خاصة فيما يتعلق بتنظيم برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، من خلال شروط التقديم وتعديل بعض البنود.
كان لقرار الوزارة في قصر ترقية البعثة على أن تكون من صلاحية الوزارة فقط ونزع ذلك الحق من الملحقيات أثرا كبيرا، وأثار جدلا واسعا الأسبوع الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي.
تلقيت مداخلات وتعليقات ورسائل عدة تعليقا على مقالي الأسبوع قبل الماضي “إلغاء ترقية البعثة”، ورأي البعض المؤيد لبقاء صلاحية ترقية بعثة الطالب المبتعث للدرجة التي تليها دون الرجوع إلى الوزارة على البريد وعلى الـ”واتساب”، لكن الكل اتفق على أهمية عدم إلغاء ترقية البعثات من حيث الأصل وأهمية مواصلة الدراسة وإن كانت بتقديم جديد.
لا خلاف على أهمية التطوير والتحديث وسن الأنظمة والتعليمات التي تتماشى مع متطلبات المرحلة الراهنة، وأن المرحلة العاشرة من برنامج الابتعاث ينبغي أن تكون أكثر تميزا وبعد مراجعة نتائج المرحلتين السابقتين.
يدور الحديث منذ فترة عن قصر الابتعاث الخارجي لطلبة الدراسات العليا فقط، وإلغاء البعثة لمرحلة البكالوريوس لأسباب عدة منها: صغر سن الطلاب، واختلاف الثقافات والأفكار، وحديث آخر عن تنظيم ابتعاث مرحلة البكالوريوس وعدم إلغائها بإضافة شروط من بينها إنهاء مرحلة معينة من اللغة قبل السفر، وتحديد الحد الأقصى للعمر، وأن الإلغاء لو تم سيكون انتكاسة للبرنامج ولحركة التعليم.
دار جدل كبير البارحة وتم تداول تعديل شروط الابتعاث برسائل برامج التواصل الاجتماعي التي منها: أن يكون موظفا حكوميا، وأن يكون قد عمل مدة سنتين، وألا يزيد العمر عن أربعين عاما.
بعد ساعات كان سبق التوضيح لصحيفة المناطق الإلكترونية، بتصريح خاص من المشرف العام على العلاقات والإعلام للتعليم العالي بوزارة التعليم، ينفي صحة الخبر الخاص بتعديل البعثة وأنه مختلق ولا أساس له من الصحة.
ذكر الدكتور الحيزان أيضا أن شروط الابتعاث هي نفس شروط الابتعاث للمرحلة العاشرة لبرنامج خادم الحرمين، موضحا أن اللبس اضطر مسؤولي الموقع إلى أن يقوموا بتحديث البيانات على موقع الابتعاث للتعليم الخارجي، وسيعاود العمل في الموقع فور الانتهاء من تحديث البيانات.
بعيدا عن أن ما حصل خطأ في الموقع أم قرار تم التراجع عنه في لحظة معينة ولسبب معين، فإن الفكرة في حد ذاتها جديرة بالمناقشة وتحمل من الوجاهة ما يؤهلها لذلك.
البعض يرى أن قصر الابتعاث على مرحلة الدراسات العليا له فوائد عدة على الطالب والمجتمع أيضا، تتعلق بالجدية والتحصيل العلمي والتحصين الثقافي والسلوك، وأن التركيز على الدراسات العليا وبكل التخصصات سيقلب معادلة التعليم في المملكة للأفضل، حين يتلازم مع مسار تطوير وتحديث الدراسة في الجامعات المحلية وربطها علميا بالمراكز الجامعية ومراكز الدراسات والأبحاث المتطورة.
الرأي الآخر يرى أن العكس هو الصحيح، وأن يتم التوسع في مرحلة البكالوريوس، وأن دراسة الطلاب في هذه السن مباشرة وبعد الثانوية وأثناء فترة التحول والتشكيل والمراهقة ليست عائقا وأن الجدية هي المعيار.
يرون أيضا أنه من الممكن تجاوز الصدمة الحضارية بمزيد من تدريب هؤلاء النشء والتركيز على المحاضرات والندوات التوعوية التي تتحدث عن طبيعة المجتمع الآخر، وطريقة التعامل وكيفية التحصين ضد اختراق الهوية، وهو في رأيي ما يعاني منه أغلب الطلبة المبتعثين بطريقة أو بأخرى، وأقصد صغار السن من الجنسين طبعا.
في رأيي أن ابتعاث الطلاب من الجنسين لدراسة مرحلة البكالوريوس مهم، وإثراء فكري ومعرفي، وتجربة جديدة تضخ حين عودة الطلاب لمزيج العقل والوعي الجمعي، لكنني مع إعادة تنظيم المسألة كفكرة بعثة داخلية لمدة سنة لدراسة اللغة وطبيعة المجتمع الذي سيذهب إليه الطالب كل حسب تخصصه.
أنا أيضا مع إلغاء بعثة البكالوريوس لغير التخصصات الطبية والعلمية، وأن تكون التخصصات النظرية ضمن الدراسات العليا فقط.
رأيي أيضا أن تتم مراعاة قضية وجود المحرم حين تكون الطالبة في سكن الطالبات وداخل الحرم الجامعي وفي مكان آمن بإشراف مسؤولي الملحقية، فليس من المعقول ألا تستطيع الطالبة البقاء دون محرم لشهرين أو ثلاثة في حال عدم وجوده لظرف طارئ أو لآخر. التحديث والتنظيم ومراجعة الإجراءات كل ذلك لا بأس به من أجل غد تعليمي أفضل، لكن يجب أن ندرك أهمية برنامج الابتعاث، خاصة لطلبة مرحلة البكالوريوس كإثراء معرفي وعلمي للأمة السعودية نتيجة الدراسة في جامعات مختلفة في العالم.

** نقلاً عن “الوطن”

زر الذهاب إلى الأعلى