واحة المناطق

الطريق إلى الحكمة 17

“عبادة الأوهام”..

“أن ترى الأشياء في حقيقتها، تلك هي العبقرية”
لاو – توزو

سأحكي لكم قصة متجاهل لحقيقة المفتاح والبوابة..
قصة الوهم في عبادة ربّي..
كنت أرى أني من المخلصين في عبادة ربي؛ صادق مع نفسي؛ مؤمناً مسلماً بالدين لخالقي..
وعبادة الجوارح كانت هي ملجأ نفسي المضطربة؛ نفسي التي تحوم بين خوف من العباد؛ وقلق على المستقبل؛ وأمل في الاستمتاع ببهجة الدنيا؛ وطموح إلى السمعة والتميز والشهرة..

أخبار قد تهمك

العبادة كانت بكل أنواعها من صلاة وصيام وذكر ودعاء هي طريقي إلى الراحة..
وكانت راحتي في عبادتي تتحقق قليلاً أو كثيراً..

كنت أظنها هذه هي الحياة؛ وأن هذا هو مطلب الدين؛ وهكذا يجب أن يعيش الإنسان.. مبعثراً بين رغبات الحياة؛ وبين ركعات وأذكار ودعوات وتسابيح ودمعات ألم تخفف عنه قليلاً أو كثيراً مما يجد في نفسه المرهقة، ثم يعود إلى بعثرته..

وفي مجال عملي كنت راغباً في تحقيق ما تشتهي نفسي من أمنيات وأهداف؛ كنت أغلفها “متحمساً” بنية العمل لله؛ مقتنعاً أنه عمل لنفع الناس…

كنت أظنه عبادة خالصة لله؛ وأن أعمالي تُعمّر الأرض؛ وأن إنجازاتي ومشاريعي مما ينفع الناس..

وكان صوتي الداخلي يقنعني مؤكِداً: بما أن الناس يتأثرون ويستفيدون ويتغيرون؛ إذا هي خالصة لوجه الله..

اعتقادي بإخلاصي كان يزداد دوماً مما اسمع وأرى من كلمات الشكر والعرفان التي يمنحني إياها الفئة المستفيدة من عملي؛ وعندما أسمع عن قصة تحول في حياة إنسان؛ وكيف تأثرت حياته بما أقول وأفعل؛ أشعر بالفرح؛ وينطلق لساني بحمد الله..

وكنت أظن أوهاماً كثيرة..
ولم يخطر في نفسي أن أمر الإخلاص أكبر من ذلك..

غداً بإذن الله نتعرف على قصة إنسان والإخلاص…

*مؤسس منهج الطريق إلى الحكمة

زر الذهاب إلى الأعلى