واحة المناطق

الطريق الى الحكمة 16

“البوابة”..
بعد رحلة من التساؤلات والنظر في حالي؛ وفي محاولة لتدبر المعاني العظيمة لمنهجية القرآن الكريم في تزكية النفس؛ تعلمت ان المحاسبة ما هي إلا مجرد مفتاح؛ وأن لهذا المفتاح بوابة إن لم أهتدي إليها لم يَعْمَل المفتاح عمله؛ ولم ينفعني بشيء؛ وبقيت كمن يطحن الماء دون أن يكون طحينا..

من عرف البوابة واتجه إليها؛ ووضع المفتاح في قفلها؛ وفتح البوابة؛ ثم وقف ونظر؛ وجد خلفها ما يحتاج وما يريد..
وعند هذه المرحلة تنتهي الرحلة من الخارج؛ لتبدأ الرحلة إلى الداخل..

هذه البوابة هي “بوابة الوعي”..
يقول المفكر العربي د.عبدالكريم بكار:
“الوعي هو معرفة المرءِ بوجوده وإدراكه لأفكاره ومشاعره، وحين تتسع دائرة وعي الإنسان يصبح مدركاً لمحيطه، وزمانه، وما فيه من مصادر السرور وبواعث الحزن والاكتئاب، كما يصبح مدركاً للفرص والتحديات والإمكانات المتوفرة في ذلك المحيط, ومن المهم أن نلاحظ أن وعي الإنسان بكل ذلك يظل منقوصاً ونسبياً، وقابلاً للجدل والمراجعة..

الوعي هو بداية الإدراك الإنساني؛ وهو بداية الفهم والعمل والمعرفة؛ والذي ينتج لنا حالات اليقظة والملاحظة والانتباه والتركيز ارتقاءً بعد ذلك إلى البصيرة؛ وصولاً إلى إدراك وفهم للحقائق ومراتبها؛ وتمييز الغايات من الوسائل والأدوات؛ ومن ثم بلوغ مدارج الحكمة التي لا سماء لها..

غداً بإذن الله نستكمل الرحلة..

*مؤسس منهج الطريق إلى الحكمة

زر الذهاب إلى الأعلى