بأهازيج العرضة الجنوبية المعتادة وبقرع طبولها يُزف الشاب المصري المهندس عرفه محمد عرفه إلى بيت الزوجية، وبحضور مكثف من أبناء قبيلة آل لمعان من بلّحمر الذي عاش والد عرفه بينهم نيفًا وثلاثين عامًا لتكون هذه المسافة الزمنية كفيلة بأن تمحو الفوارق بين العائلتين.
عرفه ذلك الشاب الذي نشأ وترعرع بين إخوانه وأقرانه من أبناء بلّحمر لم يكن ضيفًا في نظرهم إنما هو إبن لكبيرهم وأخ لصغيرهم، حتى تُوجت تلك المشاعر بالتفاف القبيلة جميعهم ؛ كبيرهم وصغيرهم بروح المساواة التي جعلت من عرفه واحدًا من أبنائهم، ومن أبيه صنوًا لكبارهم .
اجتمع الجميع في ضيافة آل حمدان المعروفة وعزفت الطبول على وقع أقدامهم وهم يزفون ابنهم، ويذبحون الكباش ويقدمون المعونة المالية كما يقدمونها لأحدهم.
وكان الزفاف يوماً مشهوداً تعانقت فيه بالوفاء جبال السروات مع أهرامات الجيزة واستعرض الشعراء تاريخ وأمجاد البلدين على مر السنيين ولسان حال الجميع يردد أبيات الشاعر أحمد بن صالح :
السعوديه مع مصر الشقيقة
كنها روحين في داخل جسد
ويا محمد عرفه تبغى الحقيقة
أنت واحد من قبايلنا تعد .