أبرز الموادمنوعات

قصة نقيب سعودي فقد ساقه داخل حقل ألغام

كان هدف العملية تحدد بانتشال جثمان أحد الشهداء من رجال الحد الجنوبي الذين قضوا داخل الأراضي اليمنية على الحدود السعودية، فبعد تحديد موقعها ودراسة حالة المنطقة من مداخلها ومخارجها وكيفية الوصول لها، ولصعوبة الأرض ووعورتها تم اختصار منفذي العملية إلى 12 شخصا بقيادة النقيب عامر الرميح. ومن هنا بدأت القصة.

الرميح، الذي فقد قدمه وكسرت يده، تحدث  عن لحظات صعبة ومصيرية عاشها الفريق مع جثمان الشهيد داخل حقل ألغام، لكنه وصفها بأنها: “عمليه ناجحة في الدنيا والآخرة”.

المسار البديل

مع ساعات الليل المتأخرة، انطلق فريق الرميح في طريق يبدأ من جبال السعودية بالخوبه وينحدر في الأراضي اليمنية. وبعد الوصول إلى القمة والمراقبة المكثفة لموقع الجثة الذي يبعد قرابة الساعتين مشياً على الأقدام، وصل الفريق عند الساعة التاسعة صباحاً وبدأ بوضع الجثة في كيس الإسعاف وحملها بنجاح.

وفي طريق العودة حدث المكروه، فقد دخل الرميح ومن معه في حقل ألغام: “أثناء السير كانت هناك منطقة ضيقة ومكشوفة لدى العدو، مما جعلنا نعمد إلى تغير مسار عودتنا إلى آخر بديل”.

في حقل الألغام

آنذاك، كان في مقدمة الفريق الوكيل رقيب عطا الله الحويطي والعريف عوده العطوي يحملان على اكتافهما جثمان الشهيد بينما كان النقيب عامر خلفهم حاملاً أسلحتهم وعتادهم لتخفيف الوزن عليهم، وفجأة انفجر لغم بالوكيل رقيب عطا الله فسقط أرضاً. عندها حاول الرميح أن يرفع من معنويات زملائه: “لا يتحرك أحد منكم، وعطا الله لا يزال على قيد الحياة”، بعدها حاول الرميح الرجوع والخروج من حقل الألغام لكن قدمه وطئت لغماً آخر تسبب في فقدان قدمه وكسر يده، هنا أصبحت المهمة أكثر تعقيداً بل أشبه بالمستحيلة.

إصابة القائد

بعد سقوط الرميح، قال للجميع: “اذهبوا واتركوني، أنا بخير” لكنهم رفضوا ذلك في موقف بطولي من الفريق الذي يترأسه وقاموا عندها بربط قدم الرميح ويده، ثم انطلقوا بمشوار العودة الصعب نحو قمة مرتفع لا بدَّ من صعوده.

حمل رفاق السلاح العتاد على ظهورهم ومعهم جثمان الشهيد، فيما قام النقيب حمد الحمدان رغم إصابته بطلقة في قدمه قبل شهر بحمل الرميح على ظهره نحو 25 دقيقة، وكلما تقدموا ازداد الحال سوءاً بسبب درجة الحرارة المرتفعة ووعورة الأرض حتى وصلوا قمة المرتفع عند الظهيرة.

الرميح، قال لـ”العربية.نت” إن أول من ظهر في مخيلته عند الإصابة “زوجته وأولاده”، واصفاً العملية بالناجحة “دنيا وآخرة”، ولسان حاله يقول: “الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم”.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى