أبرز المواددولي

«منطاد التجسس»..«بالون اختبار» لرد الفعل الأمريكي

المناطق_متابعات

«المنطاد الصيني»، إنه النمط الجديد في التخاطب الدولي بين الدول الكبرى، الذي يتخذ منحى تصعيدياً واضحاً بعدما تم إسقاطه بواسطة طائرة مقاتلة وبأوامر من الرئيس الأمريكي جو بايدن دفاعاً عن سيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما نقل على لسان وزير الدفاع لويد أوستن، هذه السيادة التي لم تكن يوماً مسألة حدود جغرافية أو مجال جوي لدى الإدارة التي تنتشر قواعدها على امتداد العالم.

هذا ما خلص إليه الخبير العسكري العميد الركن خالد حمادة في حديثه لـ«عكاظ» الذي رأى أن حادثة المنطاد لا تخلو من الشكوك والتهديدات والتحديات والخوف المتبادل.

وفي قراءة لتسلسل أحداث المنطاد، أفاد العميد حمادة بأن الرواية التي تدعيها الصين إذا كانت حقيقية؛ أي أن المنطاد خرج عن مساره، فكان حري بها إبلاغ كندا والولايات المتحدة أن هناك منطاداً خرج خطأ عن مساره وعلينا التعاون لمعالجة الأمر، إلا أن بكين لم تدلِ بأي تصريح في هذا الإطار، وهذا ما يثبت الرواية الأمريكية خصوصاً أن هذه المنطقة الواقعة شمال غربي الولايات المتحدة تتضمن بنية عسكرية وصاروخية عابرة للقارات.

واعتبر أن «الشك» أمر مشروع بالنسبة للأمريكيين، مضيفاً: إذا راقبنا ما يحدث على مستوى المنطقة عموماً، من زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، والعسكرة الأمريكية في المنطقة وزيادة التعزيزات لكوريا الجنوبية، وأخيراً ما حصل منذ أسابيع قليلة من عودة العلاقات الفلبينية الأمريكية إلى سابق عهدها، بعودة نجل الرئيس السابق ماركوس لاستلام الحكم، نجد أن أمريكا أعادت السيطرة على تلك المنطقة عبر نقاط قوة جديدة من جهة وقديمة أعادت استحداثها بطريقة أكثر جدية من جهة أخرى.

ولفت الخبير العسكري إلى أن الصين منذ 20 عاماً ليست نفسها الصين الحالية، إذ إن هذه المنطقة التي يمر عبرها 20% من حجم التجارة في العالم، تخضع لقبضة الولايات المتحدة من جهة حيث تمسك أمريكا فيها بنقاط قوة عديدة، ومن جهة أخرى تتواجد فيها الصين بوزنها العسكري التكنولوجي والاقتصادي ونظريتها «الحزام والطريق» التي جعلت من طريق التجارة البحرية وعدد كبير من الموانئ الموجودة على خط التجارة مركزاً تجارياً لتجميع البضائع ونقلها، فامتد هذا الغزو الاقتصادي لكل هذه المنطقة وصولاً إلى الشرق الأوسط.

ورأى أن هناك حذراً وتصميماً صينياً على الريادة، لكنه ليس على الطريقة الأمريكية (طريقة الكاو بوي)، مذكراً بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني في آخر ذكرى للحزب الشيوعي، إذ كان واضحاً بأن الصين تمضي قدماً بعملية التطوير الاقتصادي ولكنها في الوقت نفسه تتجنب الصدامات بمعنى المواجهات المباشرة، خصوصاً أن التصريحات الأمريكية أكدت أن حادثة المنطاد لن تسيء إلى علاقات واشنطن – بكين.

وعن طموحات بكين والرد الأمريكي المتوقع، قال: إن عملية انتشال أجزاء المنطاد ستثبت عملياً ما إذا كانت الرواية الصينية صحيحة أو العكس. فإن ثبت عكس الرواية الصينية فإن أمريكا ستشدد التدابير الموجودة في بحر الصين والمنطقة على اعتبار أن هناك سابقة، وأكثر من ذلك قد تقول أمريكا أن هناك نطاق «هامش الحيطة والحذر» الذي ستعتبر تجاوزه اعتداءً على السيادة الأمريكية، وهذا ما صدر على لسان وزير الدفاع الذي قال إننا أسقطنا المنطاد لكونه اعتداء على السيادة الأمريكية التي لم تكن يوماً «سيادة حدود».

واعتبر الخبير أن حادثة المنطاد اختبار لردة الفعل الأمريكية، إذ إن مهمته لم تكن محدودة باستطلاع منطقة لبنية تحتية عسكرية، بل كان منطاداً استطلاعياً لمدى جدية ردة الفعل الأمريكية، وأظن أن الصين حصلت على الجواب.

زر الذهاب إلى الأعلى