يكتبون

إلى الأمير “فيصل بن عبدالله”.. طائرة “لله يامحسنين”.!!

استأت كغيري ممن قرأ خبر “استعارة” طائرة الإسعاف الجوي التابعة لفرع هيئة الهلال الأحمر السعودي من منطقة جازان لمباشرة إنقاذ المواطنين الذين هوَت بهم مركبتهم من أعلى جبل السودة وأصيب بعضهم بإصابات بليغة.

فكرة تأمين طائرات الإسعاف الجوي بدأت بعد أن أصبحت الطرق الطويلة البعيدة من المدن والمستشفيات سبباً في الحوادث المميتة، وكذلك لنقل المرضى على وجه السرعة من المناطق النائية، وللمساعدة في نقل المصابين من المواقع المزدحمة التي يصعب معها تحرك سيارات الإسعاف بشكل سلس وسريع يساعد على إنقاذ حياة المصابين في الوقت المناسب، وكل هذه الأسباب متوافرة في منطقة عسير التي تفتقد لهذه الخدمة منذ تدشينها رغم الحاجة الملحة لها.

حادثة الأمس وضعت أكثر من علامة استفهام أمام الجميع حول التأخر في تأمين أكثر من طائرة إسعاف جوي لمنطقة عسير، في حين تم تأمينها في معظم مناطق المملكة الأخرى، ولأنني لم أجد أمام هيئة الهلال الأحمر السعودي أي مبرر نهائياً في عدم توفيرها، ولأن منطقة عسير من أوائل المناطق التي كان يجب أن تصلها مثل هذه الخدمة لأسباب لاتحتاج لعرضها، ولكي يتذكر مسؤولوا الهيئة فمنطقة عسير من أكبر مناطق المملكة، وترتبط بالمناطق الأخرى بطرق برّية طويلة وكثيرة الحوادث، عوضاً عن أن عسير منطقة وعرة التضاريس والطرق في أكثر من 70% منها، وترتبط سراتها بتهامتها عبر أكثر من 18 عقبة وعرة تكثر بها الحوادث، فيما يشكل عدم وجود الإمكانات من مستشفيات قريبة ومراكز إسعاف على الطرق في ظل عدم وجود الإسعاف الطائر السبب الأكبر للوفيات التي تنتج عن تلك الحوادث، وهذه الوفيات في الغالب لمصابين فارقوا الحياة بسبب تأخر وصولهم للمستشفيات.

نحن في منطقة عسير التي تعد ثالث أكبر مساحة مأهولة بالسكان بين مناطق المملكة لم ولن “نرضَ” أن تكن هذه المنطقة “عالة” على المناطق المجاورة، ولن نقبل أن ينتظر المصابون السماح بالاستعانة بهذه الطائرة من عدمه، ويموتون ويهلكون وهم ينتظرونها وهي تترنح بين منطقة وأخرى حتى تصل لهم، وفق ما تتيحه الفرصة عند طلبها.

وهنا فاللّوم أولاً على هيئة الهلال الأحمر السعودي في عدم تأمين أكثر من طائرة دون المطالبة بها، ثم على مدير عام فرع الهيئة بعسير إن كان أهمل المطالبة بهذه الخدمة، ثم على مجلس منطقة عسير إن كان لم يتابع مثل هذه الأولوية المهمة.

والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان.. لماذا لم يتم تأمين هذه الطائرات والتي مضى على تدشين أول طائرتين منها ست سنوات حيث أعلنت هيئة الهلال الأحمر السعودي إطلاقها نهاية عام 1430هـ، وأشارت الهيئة آنذاك أنه سيتم تأمين 28 طائرة أخرى تغطي جميع مناطق المملكة بشكل كامل خلال ست سنوات.

والآن.. وبعد أن انتهت المدة التي وضعتها الهيئة لتأمينها في كل مناطق المملكة، وأهملت منطقة عسير حتى من “ذيل” القائمة للأسف، فإنه لا يوجد لدى هيئة الهلال الأحمر السعودي أي مبرر، وأود هنا أن أُبْلغ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي حفظه الله ـ لأنني أجزم بأنه سموه لايعلم ـ بأنه وصل الحال بنا في عسير إلى أن “نستعير” طائرة لإسعافِ “أمواتٍ” كانوا يريدونها أن تنقلهم أحياء.!؟، وأختصر كل الأسئلة والتكهنات الأخرى وإلقاء اللوم وزيادة أعداد المعاريض والاستدعاءات والاسترحام والاستعطاف في كلمتين.. “لماذا” و “متى” ياسمو الأمير.!؟

*مدير العلاقات العامة والإعلام بمدينة الملك الفيصل الطبية بالمناطق الجنوبية ومديــر تحـريــر جـوال منطقـة عســــير

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى