يكتبونأبرز المواد

لا داعي للبتر

بقلم: محمد بن دوسري

قد تكن ظاهرة مختلفة أن يُطرح مقالٌ في زاوية بصحيفة ويرافقه مقطع فيديو؛ حيث لم نعتد على ذلك من قبل،
ولكن الموضوع يستحق؛ والشخصية التي تناولها مقطع الفيديو الذي أنتجته إدارة التواصل الحكومي يستحق؛ والشخصية التي تناولها موضوع الفيديو تستحق بجداره..

واسمحوا لي أن أخرج عن سياق مقالاتي المعتادة إلى الحديث في عجالة على نسق “البروفايل” لأتحدث بشكل شخصي دون العودة للسيرة الذاتية المعتمدة لمن سأتحدث عنه؛ وسأكتفي في الحديث عن تلك الشخصية من الزاوية الشخصية البحته؛ والانسانية المختلفة لهذا الرجل.

أخبار قد تهمك

الدكتور عايض بن عبدالله الشهراني؛ استشاري العظام في مستشفى عسير المركزي؛ شخصية مختلفة ومتميزة؛ ليس في المجال الطبي فحسب؛ كما أجمع على ذلك مسؤولوا الصحة وزملاؤه ومساعدوه ومرضاه؛ فالدكتور عايض متميز في كل شيء؛ إلا أن مايلفت الانتباه بالفعل أن هذا الرجل رغم ماوصل إليه من نجاح كبير؛ وتميز طبي لا يقارن بغيره؛ ومكانة علمية وطبية وقيادية؛ وتمكنٌ طبي فريد؛ إلا أنه مع الجميع من زملاء ومساعدين وموظفين ومرضى؛ قمّة في الأدب والتواضع والبساطة والإنسانية التي أبهر بها كل من تعامل معه.

هذا الرجلُ لم تُغرّه المناصب؛ ولم تغيّره؛ فقد تدرج من طبيب عادي إلى استشاري؛ ثم رئيس قسم ثم مديرٌ للمستشفى؛ حتى أصبح مديراً عاماً للشؤون الصحية؛ ولكنه لم يلبث إلا أشهر بسيطة ثم استأذن للعودة إلى من أحبهم وأحبوه؛ إلى من يعلم أنهم في حاجته أكثر من الإدارة والقيادة والمسؤولية الإدارية؛ إيماناً منه بأمرين مهمين؛ أولها: أن المناصب الإدارية والقيادية لا تعتبر هدفاً أو طموحاً بالنسبة له؛ ويدرك أنه بالإمكان أن يقوم بذلك الدور أي شخص آخر؛ وثانيها: أنه لا يجدُ نفسه إلا في تخصصه وبين مرضاه؛ يبدعُ فيما وهبه الله من قدرة عجيبة في مجال تخصصه؛ والتي لم تأتِ إلا بجهدٍ مختلف؛ وسهرٍ وتعبٍ ونصبٍ؛ أثمرت تميزاً قلّ أن يتكرر؛ وعمليات نادرة ناجحة يأتي لها المرضى من كل مكان.

عرفت أبوعبدالله عن قرب؛ وتعاملت معه بشكلٍ شخصي وهو طبيب؛ ثم رئيس قسم ثم مديرٌ للمستشفى؛ ثم مديراً عاماً للشؤون الصحية؛ وحتى اختار العودة من جديد إلى عيادته في مستشفى عسير المركزي؛ لم يربط بيننا خلال تلك العلاقة إلا خدمة الناس؛ والشفاعة لمن يستحقون المساعدة التي لا أذكر أنه تأخر أو اعتذر عن حاجة مريضٍ يعلم أن علاجه بين يديه؛ ومما أذكره وأشهد الله عليه؛ أنني لم أجد في حياتي ممن تعاملت معهم شخصٌ يستطيع أن يستحضر ابتسامته؛ في كل وقت؛ وتحت أي ظرف؛ كما رأيت الدكتور عايض؛ ولم أرَ في حياتي طبيب يُجمع رؤساؤه وزملاؤه ومساعدوه ومرضاه على محبته واحترامه كما رأيت هذا الرجل..

حقّاً إنه ثروة؛ ويستحق منا الكثير؛ وأقلُّ القليل أن ندعو له بالتوفيق والسداد والصلاح والصحة والعافية؛ وأن يسخّر الله له سعادة يستحقها؛ كما يصنعها على وجوه كل من حوله..

أسأل الله تعالى إن يجعل ماقام ويقوم به في ميزان حسناته؛ وأن يكتب أجره؛ وأن يرى فضل عمله في صحته وماله وولده؛ وأن يحفظه من كل شرّ ومكروه..

#تغريده:
ياوزارة الصحة؛ مثل هذا الطبيب هو من يستحق الدعم والإشادة والمكانة؛ حافظوا على ماتبقى من “إنسانية” و “تميز” بحملها مثل هذا الطبيب؛ فوزارة الصحة أولى بهم من القطاع الخاص الذي يخرجون إليه مجبرين.

محمد بن دوسري
رئيس تحرير صحيفة المناطق
رئيس لجنة الإعلام الرقمي بالغرفة التجارية والصناعية بأبها

زر الذهاب إلى الأعلى